يُنظر إلى المملكة بثقلها الإسلامي والسياسي والاقتصادي والعسكري على أنها أصبحت اليوم صانعة للسلام الإقليمي والعالمي، باعتبارها القادرة على حلحلة القضايا، وإيجاد الحلول للحروب، منطلقة من الثقة التي تحظى بها لدى قادة وشعوب العالم. وترجم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هذه النظرة بتأكيده أن المملكة ستستضيف قمة أمريكية روسية بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للبحث في إيجاد الحلول المناسبة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، منطلقاً -ترمب- من ثقته بأن المملكة، التي تقف على مسافة واحدة من مختلف القوى العالمية محتفظة بعلاقات متوازنة، قادرة على الإسهام وبفعالية في الوصول لحل ينهي واحدة من أعقد الحروب العالمية. وتنظر الإدارة الأمريكية للقيادة السعودية بنوع من التقدير عطفاً على مواقفها العادلة والصادقة تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي أثار من خلالها ترمب حفيظة العرب والمسلمين بدعوته لتهجير سكان غزة، ما خلق موقفاً عربياً موحداً تقوده المملكة. وتأتي استضافة المملكة قمة عربية خماسية، تضم السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باعتبارها وفقاً لمجلة «نيوزويك» الأمريكية لاعباً دبلوماسياً رئيسياً في العالم، بما تقوم به من أجل إحلال السلام في أوكرانيا وفلسطين، وترجمة للجهود المكثفة التي يبذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي تنم عن طموحات المملكة للقيام بدور عالمي أكبر، وتحقيق مصالحها، معتبرة دور المملكة في حل أزمة الحرب بين روسياوأوكرانيا تعزيزاً لنفوذ المملكة لدى كل من واشنطن وموسكو، فيما ستؤدي زعامتها للجهود من أجل قطاع غزة لزيادة نفوذها الإقليمي المتزايد أصلاً.