دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل أمس، مصنع أجا للصناعات الدوائية، بحضور سمو الأمير أحمد بن خالد بن عبد الله رئيس مجلس إدارة الشركة الكيمائية السعودية، ومدير جامعة حائل الدكتور خليل إبراهيم البراهيم، ووكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة المهندس صالح السلمي، وعدد من المسؤولين في المنطقة والمتخصصين في المجالين الصحي والاقتصادي، وذلك في مقر الشركة في المدينة الصناعية بحائل. ونوه الأمير أحمد بن خالد بن عبد الله في كلمة ألقاها خلال الحفل، بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - للاقتصاد الوطني وتعزيز مسيرتنا الصناعية الدوائية والتقنية، مقدماً شكره وتقديره لسمو أمير منطقة حائل على جهوده ومتابعته تدشين مصنع «أجا للصناعات الدوائية»، مشيداً باهتمام ودعم وزير التجارة والصناعة والقائمين على هيئة المدن الصناعية. وقال سموه: إن هذا الإنجاز التنموي سيسهم في تعزيز سياسة نقل وتوطين التقنية العالية في ربوع وطننا الغالي، وتنمية اقتصاد المعرفة التي ترعاها وتشجعها حكومتنا الرشيدة، ويَعِد بالنماء لأهالي وشباب المنطقة من خلال ما سيوفره من فرص عمل متميزة لأبنائها»، مبيناً أن المصنع اشرف على إنشائه مهندسين من أبناء حائل من خريجي جامعتها. وأفاد رئيس مجلس إدارة «الكيمائية السعودية» بأن المصنع سيوفر لسوق الأدوية المحلية والخارجية في مرحلته الأولى مليار حبة من الأقراص الدوائية و250 مليون كبسولة سنوياً، كما سينتج 10 ملايين عبوة من الكريمات، و20 مليون عبوة لأدوية الشراب ، مبيناً أن في المرحلة الثانية التي ستدخل الإنتاج العام القادم سيضيف 10 ملايين من عبوات الحقن الجافة وهي تقنية جديدة وفريدة يتم إنتاجها لأول مرة في المملكة عبر المصنع بحائل. وقال الأمير أحمد بن خالد: نخطط لإقامة عدد آخر من المصانع المتقدمة في صناعة الأدوية بالتعاون مع شركات عالمية في الأعوام القادمة في هذا الموقع ليكون مصنع أجا مجمعاً للصناعات الدوائية بحائل. من جانبه، أوضح مدير عام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» المهندس صالح إبراهيم الرشيد أن مدينة حائل الصناعية تتخذ موقعا بين 34 مدينة صناعية تشرف عليها «مدن» واحدة من أهم المدن الصناعية في المناطق الواعدة في المملكة، خصوصاً أن المدينة تتأهب لأن تكون لاعباً أساسيا في سباق الريادة وهي تستكمل المرحلة الثانية من أعمال الأرصفة والإنارة والمباني الإدارية والمرافق، إضافة إلى مشروع إنشاء محطة الكهرباء بقيمة إجمالية تقدر ب 102 مليون ريال. وأشار إلى أن المدينة تزخر بمنظومة من الصناعات، التي تستند على الخامات الأولية التي تتمتع بها حائل من المنتجات الغذائية والورقية والطباعة والنشر ومواد البناء والمنتجات الخشبية والمشروبات والصناعات الطبية والدوائية والصناعات المعدنية الأساسية والصناعات الكيميائية والبلاستيكية والملابس والخزف. وأضاف الرشيد، أن مشروعات المرافق الصناعية والخدمية واللوجستية في المدينة الصناعية بحائل كالمركز التجاري الذي يتم إنشاؤه والمنطقة السكنية متواصل لتعزيز جاهزية المدينة وتحفيزها لجذب المزيد من الاستثمارات. وأفاد بأن المستثمر الصناعي في المدن الصناعية الواعدة في المملكة تتاح أمامه حزمة من الحوافز الداعمة التي تُقدم عبر عدد من الأجهزة الحكومية، من أهمها إمكانية الحصول على تمويل يصل إلى 75 في المئة من إجمالي تمويل المشروع، إضافة إلى إعفاءات جمركية على المعدات. من جهته، أشاد وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة المهندس صالح السلمي باختيار مدينة حائل مقراً للشركة، مؤكِّداً على أهمية هذا النوع من المشروعات لدفع العجلة التنموية في المملكة ودعم النهضة الصناعية الواعدة في حائل واستثماراً لموقعها الاستراتيجي، حيث إنها ترتبط بمناطق المملكة عبر العديد من وسائل النقل ومنها شبكة قطارات حديثة وطرق برية سريعة. هذا وتم خلال الحفل توقيع اتفاقية للتعاون البحثي والعلمي مع جامعة حائل تصب في مجال الأبحاث والتطوير والتدريب، وتعد بمثابة مبادرة وطنية نوعية تؤسس لتوجهات جديدة في منظومة الجامعات الحكومية لتحول الجامعة إلى حاضن ومحرك تنموي يعود على المجتمعات المحلية بتنمية اقتصادية حقيقية، وإتاحة فرص التدريب العملي والتقني لطلاب الجامعة وخصوصاً طلاب كليتي الصيدلة والهندسة. وفي ختام الحفل، تجول صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن، والحضور على أقسام المصنع، واستمع إلى شرحاً من سمو الأمير أحمد بن خالد والمسؤولين في الشركة عن المصنع الذي تم إنشاؤه وفق أحدث معايير صناعة الأدوية العالمية على مساحة 120 ألف متر مربع. حيث أجرت إحدى أكبر الشركات الألمانية أعمال التصميم والإشراف على تنفيذ وتوريد وتركيب خطوط الإنتاج من أوروبا بحيث تكون مطابقة لأعلى معايير صناعة الأدوية في السعودية والمعايير الأوروبية والأمريكية، وتم اعتماد العديد من خطوط الإنتاج لتوفير الدواء وفق أعلى المواصفات واشتراطات الجودة في صناعة الدواء.