تذيب قلوبنا وتعتصر منها خواطرنا ننطوي في أماكن ظلماء لا ينيرها إلا ذكريات راحليها كنا نزعم أننا سنكمل لوحدنا لن يكسرنا الغياب ولن يعبث بنا الرحيل نفتل عضلاتنا وكأننا سنواجه تيارا من الإحباط تهب بنا عواصف الفقدان فتقتلع كل شيء تقاسمناها في طريقها وما زرع في دواخلنا فنبيت نحب كل شيء كنا نكرهه نحب الحزن ونحب النوم ونحب البكاء تفعل بنا الوحدة تماما ما يفعله بنا المرض فنكون طريحين التجاهل سقيمين الكلمات تموت بنا الثرثرات وتتشنج قلوبنا بالخيبات الوحدة هروب موجع من أشياء وأشخاص أكثر جرما على قلوبنا التي كانت ذات يوم بيوتا منشرحة لهمومهم وبقايا احتياجاتهم وكانت أقصى أمانيها لقاء يرتب لها تلك النبضات عبثت بنا وأودت بلهفتنا قتيلة كل هذه الوحدة هروب من أمر أدهى وأمر على نفوسنا التي وصلت لأبواب مغلقة من التسامح والصفح افتقدتّ المقدرة على أن أكون طيبة ومغفلة لم أعد استطيع التحامل على نفسي وعلى وجعي أيقنت أنني ربما لم يقسم لي الفرح غالبا لكنه ليس مستحيلا بل ربما أصبح بعد هذا ممكنا أكثر (شروق المساعد العبدان ) - (اللوحة للفنان/ كليف سميث)