لهفات الحياة كثيرة، تجرفنا خلف تيار الرغبات وتبقى لهفة أن نكبر هي اللهفة الغامرة والكبيرة التي تشغلنا منذ الطفولة ولكن بعد أن نكبر تكبر فينا تلك اللهفات المتتالية، كأن نتعلم في المجال الذي نرغبه، وأن نصادق من نحب من الأشخاص أو أن نحقق ما نريد لأنفسنا من طموح ووظيفة ومستقبل في إحدى المهن (طبيب، رسام، مهندس.. ) وغيرها من تلك المراكز التي يختارها الإنسان لنفسه. هناك لهفة للحاضر ولهفات للغد وربما لن تتحقق دون بعض الإضافات في حياتنا كشهادة علمية أو شريك حياة أو مبلغ مادي في رصيدنا البنكي وكثير من المعطيات التي نرى أنها تجذب لهفاتنا واحدةً تلو الأخرى، بطبيعة الحال لن تنتهي رغباتنا التي تقودها اللهفات وذلك لأن الإنسان خلق ليعيش وبعض العيش يكون بالتمني والتخيل ولن يتحقق ذلك دون دافع اللهفة الذي هو أشبه بالوقود الذي يحرك دواخلنا للعطاء أكثر قبل الأخذ. اللهفة أمر إيجابي إذا حددنا منطقياً مانريد وعملنا عاطفياً على تعزيز ذلك في نفوسنا بالدعاء بإلحاح ثم بالتخطيط في الحصول عليه و بعدها الانطلاقة المتزنة نحو تحقيق ذلك، أي لا شيء يأتي من فراغ ولا لذة لحصولنا على مانرغب دون تعب، فمن أكبر لهفاتنا لهفة النجاح الغامر في كل شيء وفي شتى المجالات التي نخوضها بمعترك الحياة، وأجمل لهفة هي محبة الناس لنا ودعائهم لنا بالخير ومن البديهي أن ذلك لا ولن يأتي لمجرد أنك أنت ؟ بل يحتاج الناس منا أمرين مهمين لتحقق تلك اللهفة من خلال أمرين مهمين وهما الكلام اللين الهين، والاهتمام بصدق، ليس لتزييف ولا لغاية محددة، وبعدها يختلف حالك ويتفاجأ بك الجميع لظهور وجه آخر عابس ونفس رديئة لأنها لم تعد تجد مصلحة من الكلام اللين والاهتمام بالآخرين، بل كن كما تحب أن يكون لك الآخرون حينها ستجد اللهفات السعيدة تتوالى بالحدوث ورصيد محبتك يتزايد في القلوب.