قدم للرواية د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق بالقول: « هى رواية الكتابة داخل الكتابة، رواية البحث عن الذات وعن الكتابة، وعن كتابة الذات وعن ذات الكتابة، وهى حلم داخل الحلم، وشخصيات تخرج من الكتابة كى تكون أكثر حيويةً وحضورًا من شخصيات موجودة فى هذا الواقع الفعلى. وهى رواية نرجس «أخت» السارد، المرسومة بعناية، وببراعة فى تجسيد ملامحها النفسية والجسمية بحيث لايمكن أن تسقط أبدًا من الذاكرة، وهى رواية شخصيات تستسلم لنداءات مجهولة وأقدار مُبهمة، وقد ترى الخلاص فى هذه النداءات، بيد أنها لا تُدرك أنّها قد وقعت فى براثن مصائر ظلامية لا هروب منها، ولا فكاك إلا بالموت أو الغياب عن عالم البشر، هنا عشق وتوله وجذب وعطش وذوق ورؤى ومشاهدة، هنا الحضور موجود فى الغياب، والغياب يتجلى مع أنحاء شتى لا تنتهي. غياب الابن عن الأب، أو موته الرمزي، وغياب الأب عن الأبناء أو حضوره الجحيمي.. 1968رواية لا تكتمل والحب يظل موجودًا دائمًا فى حالة «تانتالوسية» يصل الماء إلى شفتيه، ثم يفيض، ومن ثم يظل أبدًا فى حالة عطش دائم، كذلك تظل 1968 تُكتب ويعاد كتابتها، وتسرد أحوال شخصياتها وحالاتها على نحو لا يصل أبدًا إلى غايته ولا يكتمل، من خلال صور وتشبيهات وتجسيدات وتجريدات وإحالات وتقاطعات، وتدفق أقرب إلى الشعر، وغموض سيرالى يكاد أن يلامس حافة الجنون، وكأنها رواية بلا نهاية».