أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم أن المملكة العربية السعودية لا ينقصها الرغبة والحماس في أعمال التطوع، لأنها تنطلق من العقيدة الإسلامية التي تحث عليها. وقال الدكتور السويلم خلال المحاضرة التي أقامها أمس مركز دراسات العمل التطوعي بعنوان «أثر العمل التطوعي في تعزيز القيم الوطنية», في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات، أن القران الكريم حث على فعل الخيرات وقرن فعل الصالحات مع العبادات, مبيناً أن المتطوعون يحضون بتقدير المجتمع، وأن ثقافة التطوع في تنامٍ، وخص بالذكر المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية وكافة مكونات المجتمع. وتطرق معاليه إلى أن العمل التطوعي هو عمل إنساني نبيل تقدمه وتتبناه نفوس وثابةٌ مطمئنة يحركها فطرة سليمة أودعها الله في خلقه، وعده مؤشراً واضحاً على نضج المجتمع ورقي الدولة. وقدم الدكتور السويلم في تعريفه للمواطنة والانتماء أنها علاقة اجتماعية قانونية بين الفرد والمجتمع، وبموجب هذه العلاقة يدين الطرف الأول بالولاء للمجتمع مقابل أن يقدم الطرف الثاني الحماية للمواطن، أما الانتماء فيعرف أنه الإخلاص والتضحية والعطاء للوطن وتوجيه العمل الخيري للمجتمع. وقال الدكتور السويلم إن المواطنة أخذ وعطاء وحقوق وواجبات وجميع الأدبيات التي تناولت موضوع التطوع تؤكد على حقيقة مفادها أن الأعمال التطوعية لها أثر كبير في تعزيز المواطنة عند المتطوع، وستنعكس على المجتمع بالفائدة، مشيراً إلى أن التطوع يجسد أسمى معانِ الانتماء والولاء للوطن، كما أن المتطوع رجلٌ إيجابي واجتماعي ومتعاون لكل ما فيه مصلحة أمته وينمي الشعور بالمسؤولية و الشعور بالانتماء للوطن. واستشهد عضو مجلس الشورى بالمتطوعين السعوديين الذين شاركوا العديد من دول العالم الإسلامي في بعض الأزمات، حيث قدموا خدمات جليلة تعكس صورة ناصعة عن المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، وتشعر المتطوع بفخر واعتزاز بوطنه، وعكسوا صور جميلة عن بلادهم أغنت عن ألف رسالة أو مقالة، وقال: التطوع لا يغرس حب الوطن وتعزيز معانِ الوطنية عند المتطوع فحسب إنما في نفوس المستفيدين من أبناء المجتمع. وأشاد عضو مجلس الشورى بالجهود المبذولة من مركز دراسات العمل التطوعي في جامعة الامام محمد بن سعود في إعداد البرامج التطوعية ودارسات وإعداد المتطوعين، وتطلع الدكتور السويلم أن تبادر الجامعة في إطلاق مشروع تطوعي للشباب من الجنسيين للعمل الممنهج لحماية أبناء ومستقبل الأجيال من خطر المخدرات وخطر الفكر الضال، من خلال تشكيل فرق عدة كل يتناول جانب من المشكلة، وأن تعمل الجامعة على إيجاد مركز للمعلومات عن التطوع يتم من خلاله تبادل مع المؤسسات والأجهزة الآخرى والإستفادة من الخبرات مع الآخرين، وقال: إن كان التطوع نفلاً فيجب أن يكون مكافحة هذين الأمرين واجب، وأصحاب البرامج التطوعية هم أولى بذلك. وفي ختام المحاضرة أجاب معالي الدكتور السويلم على أسئلة الطلاب والطالبات.