كتبت قبل عامين تقريباً مقالاً بعنوان طريق الزلفي الغاط (ومشيت طريق الأخطار) وبعدها بفترة كتبت مقالاً آخر بعنوان (يا وزارة النقل لماذا محافظة الزلفي) تحدثت في المقالين عن طريق الزلفي الغاط.. ونظراً لأهمية الموضوع وخطورة الوضع رأيت لزاماً عليّ أن أكتب وللمرة الثالثة لعل ما يكتب يوقظ الضمائر النائمة ويحرك المشاعر المتبلدة لا سيما ونحن في عهد الملك سلمان ملك الحزم والعزم حفظه الله وسدد خطاه، هذا الطريق أعني طريق الموت عفواً طريق الزلفي الغاط لا يتجاوز طوله أربعين كيلاً بمسار واحد ولا يزال يشكل خطراً على مرتاديه بسبب ارتفاعه وضيق مساره وكثرة من يرتادونه وكم من الحوادث المؤلمة وقعت وكان نتيجتها وفيات واعاقات وعاهات مستديمة وكان آخرها ما حصل يوم الخميس 25-7-1436ه حيث وقع حادث مؤلم وكان ضحيته وفاة شابين لم تتجاوز أعمارهما العشرين عاماً؛ واثنان يرقدان في المستشفى نسأل الله لهما الشفاء العاجل إضافة إلى الخسائر المادية وقبلها وكما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي حصل حادث كان طرفاه رجل وزوج ابنته توفيا وترملت الأم والبنت وكان الله في عونهما. نعم شباب فقد حياته وبيوت خيم الحزن والأسى عليها وأمهات فجعت بفلذات أكبادها وبيوت أغلقت ونساء ترملت وأطفال تيتموا ولا يزال البرنامج الزمني لهذه المصائب مستمراً وبناء على ذلك كان لابد من ازدواجيته وبدأ العمل قبل أربع سنوات تقريباً ولكن العمل يسير سير السلحفاة وما تم إنجازه لا يتجاوز ثمانية كيلو تقريباً. وحسب ما يقال فإن العمل سوف يكون على خمس مراحل مع قصر المسافة كتبت وكتب غيري وقلنا لعل هذه الكتابات تحقق الغرض ولكن دون جدوى، وكما قيل (كنك يا بوزيد الهلالي ما غزيت) تباطؤ وإهمال وعدم مبالاة ويبدو أنه لابد أن يدخل الحزن والأسى كل بيت ولابد من المزيد من المصائب. يا وزارة النقل هل من المعقول أن طريقاً طوله لا يتجاوز أربعين كيلاً يأخذ كل هذا الوقت ما ذنب هؤلاء الشباب عندما يخرجون من بيوتهم سالمين ثم بعد وقت يأتي الخبر المفجع لأهلهم وويهم وهل القائم على الجهة المسؤولة عن هذا الطريق يتصور حجم هذه الفاجعة وهل يتصور مشاعر الأم المكلومة على فلذة كبدها. يا وزارة النقل لماذا يسير العمل بهذا الشكل رغم أهمية هذا الطريق ولماذا لا يتكرم أحد المسؤولين ويقف بنفسه على هذا الطريق ليرى بأم عينه هذه المهازل وهذا الإهمال وليس من رأى كمن سمع.