تنطلق مساء اليوم السبت (الساعة 10:30 بتوقيت مكةالمكرمة) المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا على أرضية ميدان استاد «كامب نو» في مدينة برشلونة، الذي يتسع لأكثر من 93 ألف مشجع. وجرت العادة على إقامة المباراة النهائية على أرض ملعب محايد، يحظى بموافقة الناديين. لكن بعد رفض نادي ريال مدريد استضافة المباراة النهائية في ملعب «سنتياغو برنابيو» تقرر اختيار ملعب «كامب نو» ليكون مسرحاً للنهائي المرتقب، وذلك بعد إجراء تصويت خلال اجتماع أجراه الاتحاد الإسباني لكرة القدم. وسيدير اللقاء الحكم الإسباني الخبير كارلوس فيلاسكو كاربايو (43 عاماً). * فكرة عن اسم البطولة بطولة كأس ملك إسبانيا، ويطلق عليها باللغة الإسبانية (Copa del Rey)، هي بطولة الكأس السنوية لكرة القدم في إسبانيا، وتعرف محلياً باسم كأس جلالة الملك دون خوان كارلوس الأول؛ وذلك نسبة للملك الحالي لإسبانيا خوان كارلوس الأول. * تاريخ المسابقة الإسبانية تأسست بطولة كأس ملك إسبانيا في عام 1902م. ويعد نادي برشلونة الأكثر تتويجاً بلقبها بواقع (26 لقباً)، يليه أتليتك بلباو بواقع (23 لقباً)، ومن ثم حامل اللقب في الموسم الماضي نادي ريال مدريد بعدد (19 لقباً)، بعد فوزه على غريمه التقليدي برشلونة في ملعب «المستايا» في مدينة فالنسيا العام الماضي. ويعد آخر فوز لبرشلونة بلقب كأس الملك في عام 2012 عندما واجه أتليتك بلباو في المباراة النهائية ليكتسح شباكه بثلاثية نظيفة، سجلها كل من (بيدرو رودريغيز د3، وليونيل ميسي د20، وبيدرو رودريغيز د25)، عندما كان بيب غوارديولا مدرباً للبلوجرانا. وتوج أتلتيك بلباو بآخر ألقابه في بطولة كأس الملك في عام 1984م. ويُعد ريال مدريد مع أتليتك بلباو أكثر الأندية حصداً للقب بشكل متتالٍ، وحدث ذلك لريال مدريد في أعوام (1905، 1906، 1907 و1908). فيما حقق أتليتك بلباو اللقب أربع مرات متتالية؛ ليعادل الرقم القياسي للفريق الملكي أعوام (1930، 1931، 1932 و1933)، كما يُعتبر ريال مدريد أكثر الفرق خوضاً للمباراة النهائية ؛ إذ تأهل لها في 39 مناسبة (محققاً اللقب 19 مرة مقابل 20 خسارة للنهائي). ويعتبر سلتا فيغو الأسوأ حظاً في تاريخ المسابقة الطويل بعد أن فشل في تحقيق لقب كأس ملك إسبانيا رغم تأهله للنهائي أربع مرات. فيما يعد ديبرتيفو لاكرونيا أكثر الأندية حظاً في تاريخ البطولة إثر فوزه بلقب كأس الملك مرتين خلال نهائيين خاضهما. من جانب آخر، يُعد أكبر فوز تحقق في النهائي جاء مشاركة بين ريال مدريد وأتلتيك بلباو عندما فاز كلاهما على كاستيا بنتيجة (6 - 1) عام 1980م وإسبانيول بنتيجة (5 - 0) عام 1915م على التوالي. فيما يُعتبر أكثر النهائيات قبولاً للأهداف هو نهائي عام 1939م عندما فاز أشبيلية على نظيره رايسينغ دي فارول بنتيجة (6 -2). ويُعد فوز ريال مدريد في عام 1992م بنتيجة (14 - 0) على ريال مورسيا أكبر نتيجة في تاريخ مباريات المسابقة كلها. وكان أكثر لاعب فاز بلقب كأس ملك إسبانيا هو أوغستين غاينزا لاعب أتليتك بلباو بواقع (7 مرات)، كما أنه أكثر لاعب خاض مباريات نهائية بعدد (9 نهائيات)، فيما يُعتبر الحارس الأسطوري أندوني زوبيزاريتا أكثر من شارك في مباريات كأس ملك إسبانيا بعدد (104 مباريات) مع أندية أتلتيك بلباو وبرشلونة وفالنسيا. وكان أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ الكأس هو «تيلمو زارا» لاعب أتلتيك بلباو (81 هدفاً)،هو أيضاً أكثر لاعب سجَّل أهدافاً في مباراة نهائية واحدة، وبالتحديد في عام 1950م، حينما سجل (4 أهداف)، وهو أكثر من سجل في المباريات النهائية بشكل عام بواقع (8 أهداف). ويعد أوغستين غاينزا مهاجم أتلتيك بلباو أكثر لاعب أحرز أهدافاً بمباراة واحدة في عام 1947م وفي شباك سلتا فيجو؛ إذ أحرز (8 أهداف). وكان أكثر لاعب أحرز أهدافاً في نسخة واحدة هو جوسيب ساميتير لاعب برشلونة (21 هدفاً) عام 1928م. * بيلباو ينصب فخاً للإطاحة بالحلم الكتالوني يحل نادي أتليتك بيلباو ضيفاً على برشلونة الساعي للفوز بلقبه الثاني بعد أن نجح في حصد لقب الدوري الإسباني، ويتطلع لضم لقبي كأس ملك إسباني وكأس دوري الأبطال لإكمال الحلم الكتالوني بالتتويج بثلاثية من الألقاب وتكرار إنجازه في عام 2009 بعد فوزه بالدوري الإسباني للمرة الخامسة في سبع سنوات، وصعوده لنهائي دوري أبطال أوروبا، في حين يسعى بلباو وهو صاحب ثاني أفضل سجل في كأس ملك إسبانيا للفوز باللقب للمرة الرابعة والعشرين، ورغم أن الترشيحات تصب في مصلحة «البلوجرانا» على حساب ممثل إقليم الباسك إلا أن بلباو يمتلك كل المقومات اللازمة التي تساعده لأن يقف على قدميه وقفة الند للند في ملعب الكامب نو. ولعل نتيجة الجولة الأخيرة في بطولة الدوري التي حققها أتليتك بلباو بالفوز برباعية نظيفة على فياريال أكبر دليل على قوة الفريق الباسكي الذي تعتمد سياسته منذ تأسيسه على ضم اللاعبين الداخلين في إطار إقليم الباسك فقط دون منح الفرصة لأي لاعب خارج هذا الإقليم. ومن أبرز نتائج أتليتك بلباو خلال الموسم الحالي هو فوزه على ريال مدريد بنتيجة (1 - 0) في شهر مارس الماضي، ومن ثم قهر فياريال برباعية؛ ليضمن له مكاناً في بطولة الدوري الأوروبي (اليوربا لييغ). وسيخوض بلباو نهائي الكأس للمرة الثالثة في سبع سنوات بعد هزيمته أمام برشلونة في 2009 و2012. ويعلم خافيير ماسكيرانو مدافع برشلونة وزملاؤه أن المباراة النهائية ضد أتليتك بلباو (الذي لم يسبق له أن هبط لدوري الدرجة الثانية مثل ريال مدريدوبرشلونة) لن تكون نزهة بالنسبة للفريق الكتالوني كما قد يعتقد البعض. وقال اللاعب الأرجنتيني الدولي عن اللقاء في تصريحات تلفزيونية: «أتليتيك بلباو هو فريق يبدع في مباريات الكؤوس، ومتميز بها.. وستكون مهمتنا أمامهم في غاية الصعوبة في المباراة النهائية، والحفاظ على سياسته في كرة القدم العالمية (بضمه للاعبي إقليم الباسك) يجعله فريقا متميزاً بالفعل.. ومن اللافت أنه رغم القيود التي فرضها على نفسه إلا أنه لا يزال قادراً على المنافسة، وهي سياسة تستحق الاحترام والتقدير وتثير الإعجاب.. بغض النظر عن النتائج». ويرى النقاد والخبراء أن فرص أتليتك بلباو في تحقيق الفوز تعتمد على مدى قدرته في احتواء خطورة ثلاثي هجوم برشلونة المرعب (ليونيل ميسي، نيمار داسيلفا ولويس سواريز) الذين أحرزوا 117 هدفاً خلال العام الحالي. من جانب آخر، سيعود المهاجم المتمكن لويس سواريز بعد أن تعافى من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية، التي غاب بسببها عن آخر مباراتين لبرشلونة في الدوري، وتدرب مع زملائه في الفريق يوم الأربعاء الماضي قبل أن يحصل على الضوء الأخضر من الطاقم الطبي للنادي. وتمثل عودة سواريز إكمالاً للقوة الهجومية المرعبة لبرشلونة؛ ما يدعم حظوظه في الظفر باللقب السابع والعشرين في تاريخه، والثاني خلال منافسات الموسم الحالي ما لم يكن للحظ كلمة ليقولها في حق أتليتك بلباو الذي سقط مرتين في آخر نهائيين خاضهما ضد برشلونة في بطولة الكأس. * مواجهات الفريقَيْن في نهائي الكأس تواجه برشلونة وأتليتك بلباو في سبعة نهائيات تاريخية.. فاز الفريق الكتالوني في خمسة نهائيات، مقابل نهائيين للفريق الباسكي، وآخر نهائيين عامَيْ 2009 و2012 كسبهما برشلونة؛ ما يرفع حظوظه في الترشيحات نظراً لعلو كعبه على ضيفه في ملعب كامب نو وسط الدعم الجماهيري الكبير المتوقع أن يجده المدرب لويس أنريكي ولاعبيه. ويحظى الكتالان باليد العليا في لقاءات الفريقَيْن الأخيرة في وقتنا الحاضر؛ إذ لم يكسب أتليتك بيلباو إلا مرة واحدة فقط في آخر 24 مباراة تقابل فيها الناديان العريقان، وهذا يتضمن الفوزين اللذين حققهما برشلونة في بطولة الدوري للموسم الحالي بواقع (2 - 0)، سجلهما المهاجم البرازيلي الفذ نيمار داسيلفا في ملعب الكامب نو، والفوز بنتيجة (5 - 2) في اللقاء الثاني على ملعب بيلباو وأمام أنصاره. * الترشيحات العديد من المواقع الإخبارية أشارت إلى توقعها بفوز برشلونة على أتليتك بلباو في نهائي كأس ملك إسبانيا. وكانت النتيجة الأكثر توقعاً هي فوز برشلونة بنتيجة (3 - 0). وكانت نسبة الترشيحات المئوية هي فوز برشلونة بنسبة (90 %) مقابل (10 %) لمصلحة أتليتك بلباو.