أفادت بعض التقارير المالية في المواقع الإخبارية المتخصصة بالمال والأعمال عن تحقيق ناديي ساوثهامبتون ونيوكاسل يونايتد أرباحاً تاريخية خلال مسيرتها الطويلة في عالم كرة القدم الانجليزية، ويعد الناديان من أندية الوسط في الترتيب العام لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز, حيث يحتل ساوثهامتبون المركز السادس.. فيما يحتل نيوكاسل يونايتد المركز الثاني عشر، ورغم تراجع نتائج «المكبايس» خلال منافسات الموسم الحالي إلا أنه سجلاته أظهرت أرباحاً مذهلة لمسؤولي النادي. لطالما سمعنا بخسائر الأندية.. خاصة في إيطاليا وإسبانيا حيث تشتكي العديد من الأندية من إرتفاع مصروفاتها وانخفاض إيراداتها، وقد يكون نادي بارما الايطالي أكبر مثال يمكننا التطرق إليه متى ما أردنا الحديث عن السقوط في مصيدة الإفلاس. فالنادي العريق أشهر إفلاسه قبل أيام، وتم القبض على رئيس بارما مع أكثر من 21 عضواً من مجلس الإدارة بتهم الاختلاس، وعدم سداد مصاريف النادي من رواتب اللاعبين والمدربين وغيرهم من منسوبي نادي بارما.. بالإضافة لعدم الالتزام بسداد الضرائب التي تفرضها الحكومة الإيطالية على الأندية. لكن ذلك لا يحدث هذه الأيام في إنجلترا. فالأندية الانجليزية تميزت عن نظرائها في إيطاليا وإسبانيا وغيرها من الدولي الأوروبية بالتفوق في علم الإدارة. حيث إن حسن الإدارة وتدبير الأمور قاد معظم الأندية الإنجليزية لتحقيق أرباح خلال الموسم الماضي على أقل تقدير بعد أن كانت تعاني في أوقات سابقة من الخسائر. نيوكاسل يونايتد أعلن أن أرباحه حتى نهاية يونيو (حزيران) 2014 بلغت 18.7 مليون جنيه إسترليني (27.75 مليون دولار) بعد خصم الضرائب، وهو العام الرابع على التوالي الذي يحقق خلاله النادي أرباحاً مالية، وفي العام 2013 كان النادي قد أعلن وقتها أن أرباحه بلغت 9.9 مليون جنيه إسترليني. وفيما يخص عملية التشغيل فإن النادي دفع ما يقارب مبلغ 0.6 مليون جنيه إسترليني في عام 2013 لكنها تحولت إلى أرباح قدرها 4.7 مليون جنيه إسترليني بحلول يونيو 2014. إضافة لذلك فإن معدل دوران رأس المال ارتفع ليصبح 129.7 مليون جنيه إسترليني بعدما كان 95.9 مليون جنيه إسترليني في العام السابق. أما ساوثهامبتون فقد أعلن أن أرباحه بلغت 33.4 مليون جنيه إسترليني (49.41 مليون دولار) وهي المرة الأولى التي يحقق خلالها النادي أرباحاً منذ خضوعه للحراسة القضائية في عام 2009م. في عام 2013 سجل النادي خسائر بلغت 7.1 مليون جنيه إسترليني، ولكن العمل الإداري المحترف على حد وصف السيد جاريث روجرز (المدير التنفيذي) دفع النادي ليكون ناجحاً برجالاته في جميع المجالات سواء داخل الملعب أو خارجه. إرتفاع إيرادات الدخل التلفزيوني لنادي ساوثهامبتون من 46.9 مليون جنيه إسترليني إلى 79.4 مليون جنيه إسترليني بالإضافة لبيع بعض نجوم الفريق أمثال المدافع ولفرين، والمهاجم لامبيرت، ولاعب الوسط لالانا لنادي ليفربول.. كان له الأثر الأكبر في تحقيق النادي لأربحه في الموسم الماضي. مما سبق يتضح لنا أن بيئة الاستثمار في إنجلترا تعد بيئة جاذبة جداً لرجال الأعمال لما فيها من أنظمة وقوانين واضحة.. بالإضافة إلى العدل في توزيع الإيرادات الناتجة من البث التلفزيوني بين الأندية، وكذلك لتطور وتحسن البنية التحتية للأندية والتي تساعد الجماهير على الحضور وتدفعها للإقبال على شراء التذاكر.. ويبلغ متوسط الحضور السنوي لنادي نيوكاسل يونايتد ما يعادل خمسين ألف متفرج.. وهو رقم ممتاز يساعد خزينة أي نادي لتكون منتعشةً في كل موسم.