قرأت في عدد الجزيرة رقم 15511 في 27-5- 1436ه ما كتبته الأستاذة فوزية الجار الله تحت عنوان «أيتها السعودية غداً تكبرين»، وما كتبته الدكتورة فوزية أبو خالد تحت عنوان «هشتاق ارفعوا الوصاية عن النساء». وتعليقاً على المقالين أقول للأستاذة فوزية الجار الله: لا تقولي للمرأة السعودية غداً تكبرين؛ فقد كبرت منذ زمن، ونالت كثيراً من حقوقها، بمؤازرة ومساندة ومناصرة ملوك هذه البلاد الطاهرة؛ فقد بدأت مشوارها التعليمي بقرار جريء وحازم من جلالة الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - رغم المعارضات الكثيرة على تعليمها، وتعلمت تعليماً عالياً، وتثقفت، وتفوقت، ودخلت مجلس الشورى والمجالس البلدية، وعُينت بمراتب عليا بقرارات ملكية من خادم الحرمين الشريفين المغفور له - بإذن الله - الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، وإمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقف بقوة مع حقوق المرأة السعودية التي أقرها الدين الإسلامي الحنيف. إذاً، لا تقولي للمرأة السعودية غداً تكبرين، ولكن قولي غداً تكبر عقول بعض أفراد مجتمعنا؛ ليستوعبوا أن المرأة نصف المجتمع، وأن لها من الحقوق والواجبات مثلما للرجل، وأنها قد كبرت ورشدت وتعلمت، وهي ولية نفسها، ولم تعد بحاجة إلى ولي ذكر يتولى عنها شؤونها نيابة عنها، فهذا قد انتهى وتولى بغير رجعة، وإذا لم يستوعبوا ذلك فليتقوقعوا في شرانق القرون الماضية وتقاليدها البالية، ورسولنا الكريم قال «الناس متساوون كأسنان المشط»، وقال «كلكم لآدم وآدم من تراب». وديننا لم يأمر بولاية ووصاية الرجال على النساء. أما الدكتورة فوزية أبو خالد فأقول لها: لا تقولي ارفعوا الوصاية عن النساء، ولكن قولي غيّروا القوانين والتعليمات البالية التي فرضتموها بعنصرية جائرة، وجعلتم بموجبها الرجال أوصياء وأولياء على النساء، وهذا لم يأمر به الله، وهو الذي خلق الناس جميعاً ذكوراً وإناثاً من ذكر وأنثى، وجعل أكرمهم عنده أتقاهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّه أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّه عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات. محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط