وصف الاستشاري الأسري والخبير النفسي الدكتور خالد باحاذق ما يُمارس على المرأة ب«الإرهاب الاجتماعي». وقال: «في ثقافتنا الرجل لا يعيبه شيء، وحتى اليوم لا أعلم من قال هذا، بينما أثبتت الدراسات أن المرأة أذكى من الرجل، وفي الشرع المرأة تعامل مثل الرجل في العقاب، ولا أفضلية بين الرجل والمرأة، لأن الله قال: «يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم». وأضاف: «مازلنا نعيش في مجتمع ذكوري يتصور أن المرأة يوجد فيها نقص، حتى إن المرأة نفسها باتت تصدق هذا، ورضت على نفسها النظرة الدونية». وأوضح مستشار برامج السلوك الاجتماعي الدكتور عادل الجمعان أن العرف الاجتماعي أوجب على المرأة عدم الخطأ، لأن الحياء يكون للمرأة على رغم أن الحياء للرجل والمرأة، وذكرت الأحاديث حياء الرسول وعثمان، واعتبر أن العرف في مجتمعاتنا العربية يرى أن حياء المرأة يُخدش حين يكون لها تجربة سابقة. واستشهد بتدخين المرأة كمثال. وقال: «لم يؤخذ الانتقاد من باب التجريم الديني والأخلاقي، ولكن أخذ من باب تجريم العرف والتقليد الاجتماعي، الذي يقول بأن من العيب أن تدخن المرأة، فهو حكر على الرجل، وهذا السائد في المجتمع»، مؤكداً أن بعض الأعراف تحكم أكثر من الشريعة، ومسيطرة أكثر من الدين مع الأسف، وذهبت ضحيتها المرأة. ووافقته الرأي مديرة مركز استشارة للتطوير الذاتي والنفسي الدكتورة فوزية أشماخ. وقالت: «المرأة دائماً يتوقع منها الصبر والحنان والاهتمام في ما يتعلق بالجانب الأخلاقي والسلوكي». وأشارت إلى أن التنشئة الاجتماعية تفرض على المرأة عدم الخطأ، لأن الخطأ لا يغفر له، كالزجاج أي شيء يخدشه، وقد يكسره. بينما الرجل إذا دخل في علاقات تصل إلى الزنا، يرى البعض أن هذه من الرجولة التي يُتفاخر بها، والمرأة لها مسؤولية، فهي من ربة الأجيال على ذلك».