عن الدار العربية للعلوم ناشرون صدر كتاب بعنوان (أزمة المياه.. حرب قادمة) للمؤلف د. مشعل بن عبد الرحمن المويشير والكتاب عبارة عن دراسة علمية لمعضلة كبرى تعاني منها دول الشرق الأوسط وخاصة العربية منها، ودول الخليج على رأس تلك الدول نتيجة الفقر المائي والتصحر الناتج عن طبيعة المناخ بالشرق الأوسط. إن قلة معدل تساقط الأمطار وانعدام وجود منابع الأنهار والتزايد السكاني والاستخدام الزراعي جميعها عوامل تزيد تدهور الوضع المائي بالمنطقة. وهذا أدى لإستراتيجية تحلية مياه البحر بالخليج العربي التي أصبحت أساسية ولكن لها محاذير بيئية ومخاطر دولية خاصة مع وجود التوتر بمنطقة الشرق الأوسط. وقد أبرز الكتاب فوائد التحلية وضرورتها ولكن وفق تصحيحات وتنظيمات تحفظ استمرارية التحلية وتوسع قدرتها الإنتاجية بكلفه أقل مع استخدام الطاقة الشمسية التي تعتبر طاقة مستدامة خاصة مع التقدم الكبير في تقنيات إنتاج الطاقة وقدرات التقنية الجديدة للألواح الشمسية التي أصبحت صغيرة الحجم وذات إنتاج وصل إلى 50 % من الطاقة وهذا الرقم قابل للزيادة نتيجة الأبحاث المستمرة بهذا الشأن. إن الكتاب يقدم وبوضوح الخطر القادم لازمة المياه ما لم يتم التعاون الإسلامي التكاملي من خلال الاستفادة من موجودات تلك الدول وتعاونها لحاجة متبادلة فالسودان وتركيا وباكستان تتوافر بها المياه العذبة وخصوبة الأرض وفي المقابل تحتاج للأموال لتحقيق تنمية داخلية وتنوع وتبادل تجاري. وقد قدم المؤلف العديد من الحلول الممكنة التطبيق التي أهمها استراتيجية التحلية ولكن مع محاذير أشار لها كي يتزايد التدفق المائي ويغطي الحاجات المستقبلية للخليج العربي. كما أن إمدادات المياه العذبة من دول الوفرة المائية يكون رافداً مهماً لحلول العديد من الاحتياجات. فهل يشهد المستقبل تعاوناً إسلاميًا يقضي على الأزمة المائية أم يبقى الحل فردياً للدول وتنشأ الصراعات هذا ما سيحدده قاده دول المنطقة لأن الماء مرتبط بالغذاء والزراعة وجميعها أساسية لأي مجتمع وهي أساس الصراعات في المستقبل القريب..! جاء الكتاب في 462 صفحة ومقسم لعدة فصول وكل فصل يشمل عدة مباحث. ويقول الكاتب في مقدمته (تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية المياه وتأثيرها على العلاقات الدولية والنزاعات والحروب التي ستكون بسبب أهمية المياه للدول التي تفتقر لمنابعه المستديمة وخاصة في الوطن العربي وخطورة ذلك على هذه الدول والدور الذي يمكن أن تقوم به دول الوفرة المائية كتركيا للتخفيف من حدة الأزمة أو زيادة خطورتها).