بدأت الأزمة التي تعيشها مناطق بأقصى الجنوبالتونسي على الحدود مع الجارة ليبيا في التحلحل بعد أن أعلن هنا أن الأطراف الليبية المسؤولة بالمعبر الحدودي رأس جدير من الجانب الليبي قررت السماح للتونسيين باستئناف نشاطهم التجاري مع ليبيا بداية من يوم أمس الخميس وذلك بعد مباحثات واجتماعات تشاورية إلا أنه تقرر أيضاً مواصلة العمل بنظام فرض ضريبة العبور على التونسيين إلى حين إلغائها من السلطات التونسية التي توظف أتاوة على دخول الليبيين إلى أراضيها. ويأتي قرار عودة النشاط التجاري من ليبيا إلى تونس أيضاً بعد تأثر مواطني المناطق الحدودية بالبلدين سلبيا جراء الإجراءات المتخذة عبر المنافذ الحدودية في البلدين حسب ما جاء في بيان صادر عن اجتماع عقد في معبر رأس جدير الليبي غابت عنه الأطراف التونسية. ولايزال الشارع التونسي يعيش على وقع فاجعة اغتيال عناصر إرهابية ل 4 أمنيين فجر أول أمس بإحدى ضواحي مدينة القصرين (250 كلم جنوب شرق غرب العاصمة تونس)، حيث كان أول مجلس وزاري يرأسه الباجي قائد السبسي رئيس الدولة أدان العملية الجبانة.. ودعا التونسيين إلى مزيد اليقظة والتعاون مع المؤسستين الأمنية والعسكرية في حربها ضد الجماعات المسلحة. وأفاد رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن هذه العملية الجبانة لن تمر دون عقاب وأنه ستتم ملاحقة الإرهابيين القتلة في جحورهم للقضاء عليهم ولتطهير بلادنا منهم وبسط الأمن في كافة المناطق، مشيراً إلى أنه لابد أن يدرك الجميع أن تونس في حرب ضد الإرهاب وهو ما يتطلب اليقظة والاستعداد الدائم والجاهزية وطول النفس والتضحيات. وأضاف الصيد إن العملية الإرهابية الجبانة لن تزيد تونس إلا إصراراً على ملاحقة الإرهابيين حيثما كانوا والقضاء على دابر الإرهاب من البلاد، لافتاً النظر إلى أن أبطال الحرس والجيش الوطنيين وكل الوحدات الأمنية الذين ما فتئوا يقدمون التضحيات الجسام سيبقون درعاً للوطن وحصنا منيعاً ضد الإرهاب والمحاولات البائسة لإرباك المسار الديمقراطي وتعطيل مسيرة الشعب التونسي على درب التنمية والتقدم.