جددت الحكومة التونسية دعوتها إلى عموم التونسيين بتفادي التنقل إلى الأراضي الليبية جراء استفحال المعارك هناك، كما دعت التونسيين المقيمين بليبيا إلى توخي المزيد من الحذر في تنقلاتهم هناك. وكانت مصادر أمنية أوضحت أن الأوضاع على الحدود مع الجارة ليبيا لا تزال تشهد توترًا بسبب اقتراب المعارك بين الجيش النظامي والقوات المسلحة المارقة عن القانون. وكانت مصادر عسكرية وأمنية بالمعبر الحدودي برأس جدير، أكدت أمس أن «الوضع على الحدود لا يبعث على الانشغال»، وذلك تعليقًا على الاشتباكات التي جدت بين الجيش الليبي الموالي للحكومة المعترف بها دوليًا، وقوات «فجر ليبيا» التي تضم أساسًا كتائب ومجموعات ذات توجهات متطرفة. وذكر مسافرون تونسيون وليبيون عند وصولهم إلى معبر رأس جدير بجنوب البلاد إلى أن اشتباكات اندلعت في منطقة طويرة الغزالة، بين الجيش الليبي وقوات «فجر ليبيا» على بعد 15 كلم من الحدود مع تونس، دون أن تسفر عن قتلى أو جرحى، مرجحة تراجع قوات «فجر ليبيا». وفي الشأن الانتخابي، أبدي المرشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية محمد المنصف المرزوقي في أول يوم من انطلاق حملته الانتخابية، استعداده للتعاون مع الحكومة التي ينتظر أن يشكلها حزب حركة نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة، الذي يواجه زعيمه الباجي قائد السبسي في السباق إلى قصر قرطاج وعبر المرزوقي، عن أسفه لعدم قبول السبسي بإجراء مناظرة متلفزة معه، مؤكدًا أنه يحظى في هذا السباق الرئاسي بمساندة اليسار الاجتماعي المعادي للديكتاتورية والفقر، مقابل مساندة اليسار الإيديولوجي المناهض لتيار الإسلاميين، لمنافسه السبسي. وحول المخاوف من عدم الانسجام بينه كرئيس للدولة، في حال فاز في الانتخابات المنتظرة، وحكومة يقودها نداء تونس، قال المرزوقي: «كرجل مسؤول سأتعامل مع هذه الحكومة في إطار ما يحدده الدستور، ففي نفس الحزب تجد صراعات ولكن الناس يتعايشون مع بعضهم البعض ويمكن أن يكون نفس الشيء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأعلن المرزوقي أن هناك دولاً أجنبية تريد أن تختار رئيس الجمهورية قبل إجراء الانتخابات معتبرًا أن الاستقلال قبل الديمقراطية بالنسبة اليه. معتبرًا أن خصمه لن يفوز إلا إذا زور الانتخابات، داعيًا أنصاره للمراقبة الشديدة لصناديق الاقتراع يوم الانتخابات. وأضاف «قمت بإنجازات كثيرة لكن ماكينة الإعلام المحرض وماكينة شعب التجمع هي من تروج عني الإشاعات». وكان مدير حملته عدنان منصر أعلن أنه سيقع تنظيم «مسيرة الوحدة الوطنية» التي تنطلق من كافة جهات البلاد في اتجاه العاصمة وتتوج بلقاء وتجمع جماهيري ضخم الأحد يشرف عليه المرزوقي. وقال منصر بان سترفع خلال هذه المسيرة «شعارات الوحدة الوطنية فقط فهذا وطننا ولن نسمح لشيء أن يفرق أبناءه. لسنا دعاة صراع وفرقة، بل دعاة توازن ووحدة». اما الباجي قائد السبسي الذي فضل الالتقاء بمجموعة كبيرة من الشباب التونسي في انطلاق حملته الانتخابية فقد ركز حديثه اليهم على ضرورة ضخ نفس جديد في الدولة حاثا الشباب على العمل والإبداع وعدم الاكتفاء بما تقدمه الدولة لهم من فرص تشغيل تظل دون المنتظر. ولاحظ العديد من المراقبين والمتتبعين لمجريات الحملة الانتخابية أن الحظوظ الإعلامية لكلا المترشحين غير متساوية، فبقدر ما فتحت بعض قنوات التلفزة الخاصة منابرها الحوارية المباشرة أمام مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، بقدر إحجامها عن نقل نشاطات ولقاءات المرشح المنصف المرزوقي اعتبره شق من التونسيين انحيازًا مفضوحًا لطرف على حساب آخر وخرقًا لقانون الصحافة والقانون الانتخابي.