يتقدم منسوبو ومنسوبات الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في مركزها الرئيسي وفروعها في مناطق ومحافظات المملكة بالتعزية والمواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله -، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، وللأسرة الحاكمة والشعب السعودي كافة، في وفاة فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - رجل السلام الأول والمساعي الجليلة نحو ديمومة التعايش والحوار العالمي للأطياف والأديان كافة، صاحب المآثر والمواقف البارزة، التي أثبت للعالم من خلالها حكمته وحنكته، ونظرته الثاقبة, مكانة المملكة العربية السعودية ككيان تتجه إليه الملايين من أنظار وأفئدة العرب والمسلمين. سائلين الله أن يعين ويسدد خطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وأن يوفقه لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، ومبايعين إياه ملكاً للمملكة العربية السعودية، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، سائلين الله أن يعينهم لخدمة الدين والمليك والوطن، وأن يتم علينا نعمة الأمن والأمان تحت ظل قيادة دستورها القرآن، وشرعها دين الإسلام. دعم الثقافة وتشريف الفن التشكيلي ولا يفوتنا في هذا المقام أن نوثق ما حظي به الفن التشكيلي السعودي من اهتمام كبير من ولاة الأمر في كل فترات الحكم التي تعاقب عليها أبناء الموحد السابقون - يرحمهم الله -. وقد شملت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - كل جوانب الحياة في وطنه الغالي، من بنية تحتية بالمشاريع المعمارية، وقبل ذلك بناء الإنسان علماً وحضارة. ولم يتوقف دعمه - يرحمه الله - على شأن واحد من شؤون أبناء الوطن بقدر ما شمل كل الأطياف والأعمار والتخصصات؛ فكان للعقول المفكرة والمبدعة نصيبٌ كبير من دعمه - يرحمه الله - وإذا كان للثقافة والأدب والأقلام مساحة عالية من حرية الرأي والإصلاح فإن للفنون الإنسانية أيضاً حقها بشكل مباشر أو غير مباشر، دون مساس بحرية التعبير المشروطة أصلاً بأوامر الله وسُنة نبيه. لقد حرص - يرحمه الله - على إعطاء كل المواهب التشكيلية حقها من الاهتمام من قِبل القطاعات المعنية بها مادياً ومعنوياً، فما يتم لهذا الفن من نجاح وتألق وتحقيق للمنافسات العالمية لم يكن ليتحقق لولا الالتفاتات الدائمة من خادم الحرمين الملك عبد الله وتوجيهاته السامية تجاه الارتقاء بالإنسان والاهتمام بالناشئة وبرواد كل فن من فنون الحياة. لقد حظي الفن التشكيلي في هذا الوطن بما يحقق له التكاثر في أعداد فنانيه، وفي تميز ما يقدم من أعمال تستقي أصوله من قيم ومقومات الدين وتراث الوطن ومما منحه الله له من جمال أرض وطيبة من يسكن عليها، فكان لكل حاكم مر بأجيال هذا الفن موقف ودعم محفز لهذا الفن وفنانيه وصولاً إلى خادم الحرمين الملك عبد الله الذي حرص على أن يكون في كل مشروع حكومي مساحة للتجميل بأيدي الفنانين السعوديين بلوحات تنقل جمال الوطن بكل تفاصيله إلى أعين من يرتاد تلك المقار، فأصبحت تلك المقار والوزارات أحضاناً دافئة، تشعر الفنانين بقيمة إبداعهم، وأصبحت لوحات أبناء الوطن التشكيليين في كل من الديوان الملكي ووزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني ووزارة التعليم العالي ووزارة المالية ومختلف مطارات المملكة، التي كان للراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز الدور في التوجيه بتجميلها بلوحات سعودية الولادة والمنشأ. الملك عبد الله وتكريم الفن التشكيلي ولم يتوقف الدعم والاهتمام الذي أخذ بهذا الفن إلى مصاف العالمية في فترة حكم الراحل خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله -، بقدر ما حظي بتشريف وتقدير ومنح هذا الفن وسام شرف ملكي، تمثل في كلمته التي قال فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم. إنني مسرور بما شاهدته اليوم في معرض السفير التشكيلي في برلين، بما يعكس الحركة الثقافية في المملكة، ويقرب الجسور بين الشعبين السعودي والألماني. وإننا نقدر ما قامت به وزارة الخارجية من جهد لتقديم صورة صادقة عن المملكة خلال هذه الأعمال الفنية للجمهور الألماني، كما آمل أن يواصل هذا النشاط في بقية دول العالم». وذلك عند افتتاحه - يرحمه الله - معرض مسابقة السفير التشكيلية التي تنظمها وزارة الخارجية في محطة عرضه في ألمانيا بفندق ادلن بالعاصمة الألمانية برلين، بمناسبة زيارته لألمانيا بحضور الرئيس الألماني وكبار الشخصيات. وقد حظي المعرض بإعجابه وسعادته - يرحمه الله - التي شاهدها الحضور بعد أن قام - يرحمه الله - بعد افتتاحه المعرض بجولة في أرجاء المعرض، شاهد خلالها اللوحات المعروضة، واستمع إلى شرح من صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد رئيس مركز المعلومات بوزارة الخارجية عما يضمه المعرض من لوحات تشكيلية لعدد من فناني وفنانات المملكة، تم اختيارها تحت إشراف تحكيم دولي خلال المسابقات التي تجريها وزارة الخارجية كل عام. كما احتوى المعرض على مجسمين للمسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. الملك سلمان والدعم المتواصل وكما عهدنا من تواصل الاهتمام الوطني الشامل، وبكل التفاصيل، ومنها هذا الفن الذي أصبح رافداً مهماً من روافد ثقافة الوطن، لا التي تتخلف عن المشاركة في أي محفل وطني محلي أو دولي، فإننا أيضاً لا ننسى ما حظي به هذا الفن من تقدير واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتشريفه المعارض المشاركة في المناسبات الوطنية، مع ما كان لهذا الفن من دعم حينما كان أميراً للرياض، وافتتاحه محطات معرض الرياض بين الأمس واليوم في عدد من الدول؛ ما منح للفن التشكيلي نصيباً من مساحات المعرض ومن زياراته، مع ما منحه رواد هذا الفن من اهتمام وتشريف لمعارضهم في بدايات انطلاقة الفن التشكيلي السعودي، ومنها المعرض الأول للفنان محمد السليم عام 1967م وزيارته لمعرض الفنان عبد الحليم رضوي في إسبانيا، ولفتات وتقدير يشمل كل الفنانين ممثلين في رواد البدايات والتأسيس، مع ما تبع ذلك من دعم. الراحل في قلوب الفنانين ولوحاتهم يسرنا في سياق هذا الموضوع أن نمنح بعض صور اللوحات التي أبدعها الكثير من التشكيليين فرصتها؛ فقد تكون أكثر تعبيراً من الكلمة في حب الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - طيب الله ثراه -، والتي تنوعت فيها سبل التعبير، وتعددت الأنامل من مختلف المناطق ومن العرب والأجانب.