لقد فجعت الأمة الإسلامية بوفاة قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد عشر سنوات قضاها في خدمة وطنه وشعبه وأمته فضلاً عن عقود سبقتها كان فيها رحمه الله أحد أعمدة الحكم في هذه الدولة وفقها الله وأحد رجالات السياسة في المنطقة. ولم يكن مستغربا تتابع الناس في الدعاء له والحزن والبكاء على فقده، فقد كان ملكاً قريباً من الناس متواضعاً لهم ينوء كاهله في السهر على مصالحهم، لم يترك مناسبة يجتمع فيها مع المسؤولين كباراً وصغاراً إلا ويوصيهم بقضاء حوائج الناس، ومع هذا كله كان حريصاً على قضايا الأمة ساعياً في جمع كلمة المسلمين والعرب، داعماً لقضايا الأمة الكبيرة والصغيرة. ومن كان هذا ديدنه وهمه فلا غرابة من إقبال القلوب إليه ومحبتها له. فلقد أظهرت وسائل الاتصال ردود فعل المواطنين والمقيمين بعد سماعهم نبأ وفاته رحمه الله والتي دلت على صدق وعمق المحبة بين الحاكم والمحكوم بل حتى الأطفال ظهر عليهم الحزن لوفاة ملكهم الذي عاشوا في كنف حكمه عشر سنوات. ولا شك أن الحديث عن منجزاته لا يسعها مقال، ولكن لابد من الإشارة إلى شيء منها يخصنا: وهو عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين وصيانة وترميم المساجد التي شهدت في عهده توسعاً ملحوظاً وعناية فائقة واهتماماً من لدنه شخصياً رحمه الله. وإن من النعم التي تذكر لتشكر الانتقال السلس للحكم واجتماع الكلمة وسرعة ومبادرة أهل الحل والعقد وجموع الناس لمبايعة ولي العهد سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية وخادماً للحرمين الشريفين في عصر لُحظ عليه ان انتقال السلطة لا يكون إلا بحرب مدمرة وسفكٍ للدماء وتدمير للبلد. وهذه البيعة تمت على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، في منهاج متوارث منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وهي نعمة جليلة نسأل الله شكرها، في زمن أُجبِر فيه الكثير من بلاد المسلمين على اختيار نظم لا تمت للشريعة بصلة. اللهم ارحم عبدك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناتك. اللهم كما أمر بتوسعة الحرمين لعبادك فوسّع عليه في قبره واغفر له وارحمه. كما أسأله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي عهده لكل خير. وأن يكبت عدوهم وحاسدهم. وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والعز والتمكين. عمر بن علي الحماد - مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل