في انتظار أن تعلن الجمعة 26 ديسمبر الجاري الهيئة المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، التي جرت الأحد وفاز بها الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس بنسبة 55 فاصل 68 بالمئة، تتطلع النخبة السياسية وعموم التونسيين إلى إفصاح الطيب البكوش الأمين العام لنداء تونس عن الملامح الأولية للحكومة الجديدة التي سيدعوه السبسي الرئيس المنتخب لتشكيلها. وكان السبسي (88 عامًا) الذي فاز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت.. قد صرح بأنه سيكون رئيسًا لكل التونسيين بلا استثناء مثمنا التوافق المسجل على مستوى مجلس نواب الشعب، ومعبرًا عن أمله في أن تشارك كل الأطياف السياسية في المشهد المحلي في تنفيذ برامج الإصلاح الهيكلية للبلاد. وينتظر أن يعلن السبسي عن استقالته من حركة نداء تونس التي يتزعمها ليتم تنصيبه على رأس الدولة ويكون بذلك في حل من أي انتماء حزبي وفق ما يقتضيه الدستور التونسي الجديد. وكان السبسي جدد تعهده بأن «حزب نداء تونس لن يحكم وحده، لأن الاستئثار بالحكم لن يكون في مصلحة البلاد خاصة بالنظر إلى «الانزلاقات» التي عرفتها البلاد في المرحلة الماضية وأوضح بهذا الخصوص أنه سيتم النظر في قضية تشكيل الحكومة مستقبلاً بناء على ضوابط تتعلق بالدرجة الأولى بضرورة احترام الدستور وتطبيقه بحذافيره نصًا وروحًا وكذلك احترام قرار الشعب التونسي الذي عبر عنه من خلال الصندوق. وأضاف الرئيس المنتخب أنه بناء على إرادة الشعب التونسي فإن «أولوية» تشكيل الحكومة تعود إلى حركة «نداء تونس» دون أن تكون هذه الأولوية مطلقة، «لأن الشعب أيضًا انتخب حركة النهضة بشكل معتبر» (69 مقعدًا)، مبرزًا أن مكانة النهضة في البرلمان «ليست بالشيء الهين وعلى صعيد السياسة الخارجية أوضح قائد السبسي أن بلاده في حاجة إلى «التعاون في مسائل مكافحة الإرهاب»، مضيفًا أن السياسة الخارجية التونسية «ستعود إلى ثوابتها وضوابطها القائمة على مبدأ أن الأولوية في التعامل تعود بالدرجة الأولى إلى دول الجوار ممثلة في الجزائر وليبيا وثانيًا: إلى منطقة المغرب العربي دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وكانت إطارات حركة نداء تونس بدأت الثلاثاء مشاورات داخلية لتحديد مقاييس اختيار الشخصيات التي ستدعى لتقلد مناصب وزارية بعد أن تعهد السبسي بأن الحكومة الجديدة ستضم كفاءات مستقلة وأخرى تنتمي لأحزاب قريبة من النداء، فيما استبعد انضمام وزراء بن علي إلى حكومته الجديدة، دون أن يوضح إمكانية دعوة قيادات نهضوية للمشاركة في الفريق الحكومي من عدمها. من جهة أخرى، فاجأ المنصف المرزوقي المرشح المنهزم في الانتخابات الرئاسية الرأي العام السياسي بإعلانه بعث حركة سياسية جديدة أطلق عليها اسم «حركة شعب المواطنين» قال بأنها حركة ستحافظ على مستقبل تونس وقوة الشعب ووعيه داعيًا جميع المواطنين والديمقراطيين وكل من ينبذ الجهوية إلى الالتحاق بالحركة التي ستكون مهمتها قيادة مستقبل تونس.. ويبدو أن الرئيس المنتهية ولايته لم يقبل حقيقة بنتائج الجولة الثانية من الرئاسية حيث تعهد بوضع «الهيئة المستقلة للانتخابات» أمام مسؤولياتها بخصوص الخروقات التي قال بأن ملاحظية رصدوها خلال عملية الاقتراع يوم الأحد الماضي وشدد على أنه سيطالبها بتفسير هذه التجاوزات وبإعطاء الشعب التونسي حقه في المعلومة بهذا الشأن. ويذكر أن المرزوقي كان هنأ منافسه السبسي بفوزه بالرئاسية وتعهد ليلة الأحد بعدم الطعن في النتائج بما يفتح المجال للإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة واستكمال المسار الانتقالي للبلاد. إلا أنه عاد ليثير الشكوك بخصوص إمكانية إنهاء الهيئة المستقلة للانتخابات لمهمتها في موعدها يوم الجمعة 26 ديسمبر الجاري من خلال إعلانها رسميًا عن النتائج النهائية للرئاسية.