يوافق يوم 31 ديسمبر - يوم تضامن الأذربيجانيين في العالم، الذي يعد رمز الوحدة وتنظيم الشعب الأذربيجاني والتعاطف الوطني والولاء للوطن. تم إعلان هذا اليوم قبل 23 عامًا بمبادرة من الزعيم الوطني الأذربيجاني حيدر علييف، يبعث هذا اليوم الدفء والحنين لبلادهم في قلوب الأذربيجانيين في العالم، ويغرس في نفوسهم الرغبة في نشوء دولة مستقلة. وأود أن أذكر بأن للزعيم الوطني حيدر علييف الفضل الاستثنائي في توسيع العلاقات بين أذربيجان والمملكة العربية السعودية الذي قام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في عام 1994. وخلال الزيارة أجرى حيدر علييف محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. وخلال هذه الزيارة أدى الرئيس حيدر علييف مناسك العمرة. كما قام بزيارة المسجد النبوي الشريف، وعبر عن مشاعره بكلمات قلبية سجلها في كتاب ضيوف الشرف بالمسجد النبوي بالكلمات الآتية: «الحمد لله»! قد تحقق حلمي الذي عاش في قلبي لسنوات طويلة، لقد أثار هذا الحدث التاريخي في نفسي انفعالات كبيرة، وفي قلبي طمأنينة وراحة، لقد أدركت عظمة الله أدلى الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف بتصريح صحفي قبل مغادرته المملكة العربية السعودية إلى أرض الوطن. وصف حيدر علييف هذه الزيارة بأنها إنجاز كبير في السياسة الخارجية للبلاد قائلاً: «...إن المملكة العربية السعودية والملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يدينون بشدة عدوان أرمينيا على أذربيجان ويدعو إلى محاكمة المعتدي والانسحاب من الأراضي المحتلةالأذربيجانية وإعادة وحدة أراضي أذربيجان.. كما التقى الرئيس حيدر علييف مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله-، في عام 1997 في طهران خلال مشاركتهما في مؤتمر القمة الإسلامية. وأعرب حيدر علييف خلال اللقاء عن امتنانه لقيادة المملكة العربية السعودية على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة إلى اللاجئين الأذربيجانيين. وأعرب عن تقديره أيضًا بمشاركة المملكة العربية السعودية عن كثب في الاستغلال المشترك لحقول الغاز والنفط الموجودة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين واستثمار المملكة لبعض المجالات في أذربيجان كخطوات مهمة في توسيع العلاقات الثنائية. ومن المؤكد أن الحكومة الأذربيجانية التي أعارت أهمية خاصة للوحدة الوطنية للمواطنين كان تركيزها الدائم على جمع شتاتهم وإن المؤتمر الثالث لأذربيجانيي العالم الذي تم انعقاده بالصيف في باكو كان عبارة عن وضع بداية مرحلة جديدة لإنجاح التطوير التنظيمي من جانب مواطنينا الذين يعيشون في البلدان الأجنبية وتعزيز علاقاتهم مع الوطن. وقد تم من خلال المؤتمر تقدير نشاط هياكل جمع الشتات وقبول قرارات مهمة مما أسهم في إعطاء دافع لتحسين الكفاءة التنظيمية للمواطنين. ومن المشجع كثيرًا ازدياد انتماء الأفكار والشعور الوطني لمواطنينا في الخارج، الذين تتوسع مواقعهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والتجارية في البلد المقيم، مما أسهم مساهمة كبيرة في تعميم وتعزيز ثقافة أذربيجان في العالم. لقد عاش الشعب الأذربيجاني العظيم لآلاف السنين في أراضيهم التاريخية والعرقية الأصلية. لقد انفصلت أذربيجان وانفصل بعض الأذربيجانيين عن بعضهم بعضًا وارتحلوا وأرسلوا إلى منفى من أرض الوطن بسبب الحروب والثورات والصراع العسكري والعمليات الاجتماعية والسياسية. فقد غادر بعضهم من أرض الوطن إلى بلدان أخرى بغرض البحث عن العمل والدراسة. كما انتشر الأذربيجانيون من خلال التاريخ بكافة أنحاء العالم، وقد شكلوا مجتمعًا عظيمًا من الأذربيجانيين في بلدان عديدة من العالم مثل روسيا، بلدان الكومونولث (Commonwealth) جورجيا، داغستان، وكذلك إيران، وتركيا وأوروبا وأمريكا. حيث أصبح لديهم شعور أقوى بالتضامن من خلال إجراء اتصالات متقاربة مع بعضهم بعضًا. احتفلت أذربيجان في هذا العام بالذكرى الثالثة والعشرين لاستقلالها مما أظهر لجميع أنحاء العالم القدرة الفكرية العالية والتزام شعبنا في البناء والإبداع. فاجتازت الأزمة التي حلت بالبلاد في السنوات الأولى من الاستقلال وبقيت وراءها مثل البطالة والصعوبات الشاقة التي واجهت شعبنا مع انخفاض مستوى معدل الفقر لديها. إن الإصلاحات التي غطت معظم برامج الدولة قد تمت بعناية وتخطيط إضافة إلى تنفيذ مشروعات البنية التحتية في مجالات مختلفة. تحولت أذربيجان إلى دولة متطورة وديناميكية قوية وديموقراطية كشريك موثوق به ويمكن الاعتماد عليه في العالم. إن دولة أذربيجان التي فازت في انتخابات عضوية مجلس الأمن غير الدائمة من عام 2012-2015 في منظمة الأممالمتحدة في العام الماضي بدعم 155 دولة يعد مظهرًا حيًا من مظاهر الاحترام والثقة الدولية لبلدنا. إن قوة الدولة الأذربيجانية والإمكانات الخلاقة لشعبنا توحي بالثقة بأن بلادنا سوف تصل إلى أهداف المخطط الجديد لها، ولكن قضية استعادة وحدة أراضي البلاد وعودة اللاجئين والمشردين إلى ديارهم التي وقفت عائقًا للدولة ولم تحل حتى الآن كانت بسبب احتلال العدوان العسكري الأرميني لها.