يصادف يوم 31 ديسمبر يوم تضامن الأذربيجانيين في العالم، الذي يُعتبر رمز الوحدة وتنظيم الشعب الأذربيجاني والتعاطف الوطني والولاء للوطن. أُعلن هذا اليوم بمبادرة من جانب الزعيم الوطني الأذربيجاني حيدر علييف قبل 21 عاماً، الذي يبعث الدفء والحنين في قلوب مواطنينا في العالم لبلادهم، ويغرس في نفوسهم الرغبة في نشوء دولة مستقلة. ومن المؤكد أن الحكومة الأذربيجانية التي أولت الوحدة الوطنية للمواطنين أهمية خاصة كان تركيزها الدائم على جمع شتاتهم. وإن مؤتمر الأذربيجانيين العالمي الثالث الذي تم انعقاده الصيف الماضي في باكو كان عبارة عن وضع بداية مرحلة جديدة لإنجاح التطوير التنظيمي من جانب مواطنينا الذين يعيشون في البلدان الأجنبية وتعزيز علاقاتهم مع الوطن. وقد تم من خلال المؤتمر تقدير نشاط هياكل جمع الشتات وقبول قرارات مهمة؛ ما ساهم في إعطاء دافع لتحسين الكفاءة التنظيمية للمواطنين. ومن المشجِّع كثيراً ازدياد انتماء الأفكار والشعور الوطني لمواطنينا في الخارج، الذين تتوسع مواقعهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والتجارية في البلد المقيم؛ ما ساهم مساهمة كبيرة في تعميم وتعزيز ثقافة أذربيجان في العالم. لقد عاش الشعب الأذربيجاني العظيم لآلاف السنين في أراضيهم التاريخية والعرقية الأصلية. لقد انفصلت أذربيجان وانفصل بعض الأذربيجانيين عن بعضهم بعضاً، وارتحلوا، وأرسلوا إلى منفى من أرض الوطن بسبب الحروب والثورات والصراع العسكري والعمليات الاجتماعية والسياسية؛ فقد غادر بعضهم من أرض الوطن إلى بلدان أخرى بغرض البحث عن العمل والدراسة، كما انتشر الأذربيجانيون من خلال التاريخ بأنحاء العالم كافة، وقد شكلوا مجتمعاً عظيماً من الأذربيجانيين في بلدان عديدة من العالم مثل روسيا، بلدان الكومونولث (Commonwealth) جورجيا، داغستان.. إلخ. وأيضاً إيران وتركيا وأوروبا وأمريكا. وأصبح لديهم شعور أقوى بالتضامن من خلال إجراء اتصالات متقاربة مع بعضهم بعضاً. وقد أحرزت أذربيجان أيضاً بمساهمة مواطنينا الذين يعيشون في الدول الأوروبية فوزاً في مسابقة الأغنية الثقافية الدولية المرموقة «يوروفيجن - 2011»، التي عُقدت في باكو ربيع العام الماضي. احتفلت أذربيجان في العام الماضي بالذكرى العشرين لاستقلالها؛ ما أظهر لجميع أنحاء العالم القدرة الفكرية العالية والتزام شعبنا في البناء والإبداع؛ فاجتازت الأزمة التي حلت بالبلاد في السنوات الأولى من الاستقلال، وبقيت وراءها، مثل البطالة والصعوبات الشاقة التي واجهت شعبنا مع انخفاض مستوى معدل الفقر لديها. إن الإصلاحات التي غطت معظم برامج الدولة تمت بعناية وتخطيط، إضافة إلى تنفيذ مشاريع البنية التحتية في مجالات مختلفة. تحولت أذربيجان إلى دولة متطورة وديناميكية قوية وديمقراطية، بوصفها شريكاً موثوقاً به، ويمكن الاعتماد عليه في العالم. إن فوز دولة أذربيجان في انتخابات عضوية مجلس الأمن غير الدائمة من عام 2012 - 2015 في منظمة الأممالمتحدة في العام الماضي بدعم 155 دولة يُعتبر مظهراً حياً من مظاهر الاحترام والثقة الدولية لبلدنا. إن قوة الدولة الأذربيجانية والإمكانيات الخلاقة لشعبنا توحي بالثقة بأن بلادنا سوف تصل إلى أهداف المخطط الجديد لها، ولكن قضية استعادة وحدة أراضي البلاد وعودة اللاجئين والمشردين إلى ديارهم التي وقفت عائقاً للدولة، ولم تحل حتى الآن، كانت بسبب احتلال العدوان العسكري الأرميني لها. - سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة العربية السعودية