لا أدري هل كان حديث وزير الشؤون البلدية والقروية سمو الأمير د. منصور بن متعب جاء متأخرا بعد أن شارفت الطفرة الاقتصادية الثانية على الانتهاء (1425 - 1435ه / 2005 - 2015 م) ودخولنا في مرحلة صيانة التنمية، حيث استفادت بعض القطاعات من عائدات النفط وتدفق الأموال في تنفيذ مشروعاتها في حين بقيت وزارة البلديات غارقة في مشكلات عدة أبرزها تعثر المشروعات. ففي اللقاء الذي عقد مساء الأربعاء الماضي في عسير، قال وزير البلديات: السعي والحرص والاهتمام بإيصال الخدمات البلدية إلى المواطن، هناك اسر لا تستطيع إيصال صوتها للمسؤول في البلديات. وقال الوزير: وجدنا لدى بعض الأمانات والبلديات مشاريع من أربع ومن خمس سنوات لم تطرح للمناقصة العامة، وبعضها لم تدرس والخلل ليس من وزارة المالية بل إن بعض وكالات الوزارة والأمانات والبلديات تتحمل ذلك. كما قل الوزير : اتضح لنا أن (70) بالمائة من تعثر المشاريع يعود للمقاولين و(30) بالمائة يعود خللها من البلديات والأمانات وجهات أخرى، «جريدة الجزيرة يوم الجمعة الماضي». ما يهم أن سنوات وأموال الطفرة الاقتصادية وأرباح النفط العالية والميزانيات الضخمة التي أمر بها الملك عبد الله - حفظه الله - خلال السنوات العشر الماضية مرت سريعة كمر السحاب، دون أن تستثمر وزارة البلديات أموال العائد النفطي وفائض الميزانيات، بالمقابل تحصلت بعض الوزارات على أموال وميزانيات مكنتها من استكمال بناها التحتية وإكمال مشروعاتها المستقبلية، بإنشاء مدن إنتاجية وتنفيذ مشروعات تستوعب توسع خططها العشرية وطويلة المدى التي يصل بعضها إلى (25) سنة، وبعض الوزارات تحصلت على مليارات إضافية لتطوير قطاعاتها وتنفيذ برامجها. وزارة البلديات كأنها للتو تستيقظ بعد أن وصلنا للهزيع الأخير من الطفرة الاقتصادية الثانية التي يفترض أن تكون ضمن الوزارات التي سابقت الزمن لتنفيذ مشروعاتها وبرامجها، فلازالت الوزارة غارقة في قضايا إدارية أشار لها الوزير (عزوف الكفاءات عن قيادات البلديات والأمانات) وذكر الوزير : نحن نسعى بالتعاون مع وزارة المالية والخدمة المدنية على ذلك. وقال: لدينا تحسن حيث إن الوزارة الآن تعرف سير كل مشاريع الأمانات والبلديات. والسؤال هل الوقت والميزانيات تعمل لصالح البلديات، ونحن تعلمنا من الطفرة الأولى أن ما لم تعمله في زمن الطفرة قد لا تعمله، فكان علينا الانتظار أكثر من ربع قرن (25) سنة لاستكمال مشروعات كانت طرحت في الأولى (95ه / 75م)، وفي ظل القراءة العالمية وربيع العرب قد نستغرق زمنا أطول حتى تأتي طفرة جديدة.