إن مما تأسى له النفس، وينفطر له القلب، ويضيق صدر المرء، أن يودع الطيبون الأوفياء حياتنا هذه إلى سعة رحمة الله وعفوه ومغفرته التي نرجو منها لأختنا الفاضلة الطيبة الراحلة بدرية ابنة العم عبدالعزيز التويجري التي فاضت روحها إلى بارئها في رحلة علاجية بالولايات المتحدةالأمريكية، أوفر الحظ والنصيب. رحلت واصلة الرحم، الأم الرؤوم، والأخت الوفية باذلة العطاء لجميع من حولها، الهاشة الباشة لجميع من حولها، تلقاهم بابتسامتها التي جعلها الله قرة عين لكل من عرفها، ووجهها المشع طمأنينة لكل من يلقاها من أبناء عائلتها التي لم تعهدها إلا واصلة الرحم بالغة الكرم، تشفع لكل ذي حاجة فتُشفع، لا تدخر وسعاً في سبيل مد يد العون لكل من يلجأ إليها. لقد كانت الراحلة أم طارق نموذجاً فذاً للمرأة المسلمة جامعة شمل أسرتها، ملاذ الجميع، وملجأ الجميع، القلب الكبير الذي يتسع للجميع، كباراً وصغاراً، في الأفراح تساند، وفي الأتراح تعزي وتعضد، في الخير سباقة، وفي العطاء مغدقة كأنها مزون السماء، فيا الله هذه شهادتنا في فقيدتنا البارة، والناس شهودك في أرضك، فتقبل شهادتنا فيها، واجعل قبرها مد بصرها وآنس وحشتها فيه، وأكرم نزلها، ووسع مدخلها، وباعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد. اللهم جازها بالإحسان إحسانا، وبالسيئات عفواً وغفرانا، وألهمها اللهم حجتها في قبرها، واجعله روضة من رياض الجنة. كما نسألك اللهم أن تربط على قلوب العم الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التويجري وزوجها ابن عمنا معالي المهندس عبد العزيز بن محمد التويجري وأبنائه العقيد طارق والأستاذ حاتم والأستاذ معن والأستاذ ناصر ووالدتها الخالة هيله المنيف وإلى أخي الكبير معالي الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري وإلى أخواني الأعزاء الأستاذ عبد الله والمهندس محمد والأستاذ حمد ومعالي الشيخ خالد رئيس الديوان الملكي ومعالي الأستاذ عبد السلام وبنات العم وعماتي الجوهرة وقماشه وفوزية والعم عثمان وخالد وجميع أسرة التويجري. لله ما أخذ، ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار. رحم الله موتانا وموتى المسلمين. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.