بدأت صحافة الشعر الشعبي قبل ما يتجاوز العشرين سنة، ولم تكن صحافة مقنعة لظهورها بشكل ينقصه الكثير لكي يطلق عليه صحافة حقيقية، حيث قامت أغلب مجلاته آنذاك على الارتجال وتوظيف الكوادر التي تفتقر إلى الإلمام بالعمل الصحفي وكأي عمل فردي كان للمحسوبية والمحاباة النصيب الأكبر من مساحات ما يُتاح للشعر وإن كان التنافس على أشده في ما بينها ومحاولة جذب القارئ الذي كان مبهوراً لوقت قصير ببعضها. وحتى لا نظلمها فقد قام بعضها بدور جيد، حيث انطلق منها عددٌ من الشعراء المؤثرين في المشهد الشعبي، وشيئاً فشيئاً بدأ نجمها بالخفوت إلى أن انطفأت تماماً لأسباب كثيرة منها اكتشاف القارئ أنها لن تستطيع تقديم أكثر مما قدمت وانتشار مواقع الإنترنت، ومن ثم مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى كلفة إصدارها العالية وضعف التوزيع وعدم ثقة المعلن بها كصحافة مؤثرة في المجتمع، ومن ثم عدم قدرتها على الترويج المقنع الذي يسعى إليه. وكنت حينها أسأل نفسي لماذا لم تعمد الصحافة العريقة إلى تبني فكرة إصدار مجلة أسبوعية أو شهرية تُعنى فقط بالأدب الشعبي وشعرائه واقتصارها على تخصيص صفحة يومية أو أسبوعية؟، والحقيقة التي لم نزل نجهلها أو نتجاهلها أن صحافة الشعر تحتاج إلى عمل ممنهج مدروس يجعل من الأدب الشعبي مادة بأهمية الرياضة والاقتصاد والسياسة.