أخبرتني أمي أن الكتابة لأصحاب السمو والوزراء لها بروتوكلات معينة على أن أتبعها لنقل ما أريد نقله لهم، ولكني رفضت ذلك وأول مرة أرفض لأمي طلباً، وأتمنى أن تقدر لي ذلك ! فأنا لا أريد أن أتحدث برسميات أو بصوت أمي (الكاتبة) أريد أن أتحدث بصوت الطفولة بصوت الإنسانية لجسد صغير أنهكته حقيبة المدرسة التي تعج بثقل كتب قصمت ظهري.. بل إن بعض المواد لها كتابان من غير الملفات التي أُطالب بها لبعض المواد. هل لي أن نتحدث كأصدقاء إلى سمو الوزير فأنا (طلال وأنت خالد). صحيح تكبرني وأعلم مني بكثير لأنك وزير وأنا طالب صغير، ولكن ستفهم علي وسأفهم عليك فكلانا في وزارة واحدة أنت بالهرم وأنا في إحدى المؤسسات التعليمية التي يشرف عليها هذا الهرم. كل ما في الأمر (خالد) أنني وأصدقائي في المرحلة الابتدائية حتى أختي نعاني من الحمل الزائد في حقائبنا المدرسية حتى إن أختي أصبح لديها مشكلة في ظهرها وأخذت تعالج فيها فترة. أمي ترفض أن أحمل الحقيبة وتأخذها مني إلى باب الشارع خوفاً على مشاعر أمومة طبيعية ولكنها تظل على ظهري الصغير حتى أصل المدرسة وبالعودة نفس الحال فتؤلم ظهري كثيراً. سمعت دراسة (خالد) أن حمل الطفل للحقيبة مدة 15 دقيقة يومياً يصيب الطالب باضطراب في العمود الفقري. كما أن العمود الفقري في مرحلة النمو يعتمد بشكل كبير على التوازن في حركة العضلات والتوزيع السليم لثقل الجسم وما يحمله من أثقال. أثناء الفسحة ونحن نتناول وجبة الفطور مع أصدقائي في ساحة المدرسة أخذوا يشتكون من ثقل حقائبهم وكيف أنهم الصباح يتثاقلون أن يستيقظوا عندما يتذكرون الألم الذي يسببه لهم حمل حقائبهم فأخذ أحدهم يتحدث عن تجربة بعض المدارس في بعض الدول عن التعليم الإلكتروني بتوفير جهاز (لاب توب) لكل طالب وكيف أنه منح للطفل مناخاً تعليمياً مريحاً فأخبرتهم أنني سأحدث (خالد) في الأمر وسيجد لنا حلا بالتأكيد ولن يبخل علينا فهو حريص جداً على توفير أفضل الأجواء التعليمية للأطفال ورأيت علامات التساؤل تبدو عليهم وأخذوا يخمنون من خالد؟! مدير المدرسة؟ الوكيل؟ المرشد؟ وأنا أعطي فقط إشارة بعيني تعبر عن (اللا) أخذوا يضحكون علي فأخبرتهم من أنت ومن تكون. أخبرتهم أنك خالد الفيصل هو من أعني خالد الفيصل وزير التربية والتعليم وقبل ذلك هو الإنسان الراقي الشاعر والأديب والفنان كما أخبرتني أمي أنه من حمل أعباء وزارة ورسالة مهمة ومثل ذلك كان أميراً لمنطقتين من مناطق المملكة. سأخبره عن معاناتنا وكيف أنه صديقنا والصديق دوماً يساعد أصدقاءه فضحك بعضهم علي وقال سننتظر صديقك (يا طلال) وأخبرتهم بابتسامة عريضة أنني على يقين من أن (خالد) حتماً سيجد لنا الحل.