يعاني الكثير من الطلاب والطالبات خاصة الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية من أوزان الحقائب المدرسية الثقيلة، التي قد تظهر انعكاساتها السلبية الصحية مستقبلاً على أبنائنا وبناتنا، ويمكننا ملاحظة طريقة حمل الطلاب والطالبات لتلك الحقائب وكذلك طريقة مشيهم أثناء حملهم، فبعضهم (على جنب وآخر وكأنه في مسابقة حمل الأوزان قد حضن حقيبته وصوت حاله يقول ساعدوني، ويمكن فتح (شنطة) أي طالب وملاحظة محتوياتها هل يحتاج ما بها يومياً، وهل هي ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها..؟ الأطفال وكلنا نعلم هذا الأمر من الصعب أن يعترفوا بثقل الوزن خوفاً من زملائهم الذين قد يطلقون عليهم بعض الكلمات التي لا يودون سماعها، وتشكل عبئاً بمفهومهم الطفولي المليء بالبراءة، أضف إلى هذا إذا كان الفصل في الدور الأول أو الثاني أو في آخر المدرسة فكيف سيكون عليه الأمر، إنها رحلة صباحية وتتكرر بعد الظهر أثناء العودة!! تداعى لي هذا الموضوع وأنا أتابع نشاطات الحملة الوطنية لانحرافات العمود الفقري التي ينظمها كرسي أبحاث انحرافات العمود الفقري بجامعة الملك سعود بالتعاون مع المنظمة العالمية لانحرافات العمود الفقري، حيث يذكر الدكتور عبدالمنعم الصديقي المشرف على الحملة ورئيس اللجنة التنظيمية والمشرف على كرسي أبحاث انحرافات العمود الفقري ان هذه الحملة تهدف إلى نشر الوعي في المجتمع لضرورة الكشف المبكر عن أي تشوه أو انحراف في العمود الفقري وضرورة تلقي العلاج المبكر لتجنب المضاعفات وتفاقم المرض وهو نتيجة لما تمت ملاحظته من خلال كثرة المرضى في العيادات الذين يعانون من هذه المشكلة وتأخر اكتشافها لديهم واحتياج أغلبهم إلى العمليات الجراحية لتقويم العمود الفقري، ويضيف: يجب تعاون جميع القطاعات الصحية والتعليمية للمساعدة في توجيه أبنائنا وبناتنا للاهتمام بالعمود الفقري والفحص المتكرر له حتى نتمكن من السيطرة على المرض في بداياته، الحقائب المدرسية كما يذكر استشاري جراحة العمود الفقري تشكل إحدى أهم المشكلات التي قد لا تظهر إلا في المستقبل ومن انعكاساتها الصحية التقوس الذي قد لا يتضح إلا بعد تقدم العمر وكذلك آلام الظهر في الكبر، الطالبات يتأثرن أيضاً بحكم طبيعة المرأة وما تمر به من تغيرات وحمل، وتربية أطفال، وأعمال منزل وغيرها، فإذا بدأت المشكلة منذ الصغر نتيجة حمل وزن ثقيل ولفترة طويلة قد تعاني إذا كبرت وتظهر عليها المشاكل الصحية، من هنا أود التذكير انه يجب أن تتضافر جهود المتخصصين في هذا المجال العلمي والبحثي والعلاجي ممثلاً بالمستشفيات الجامعية ووزارة التربية والتعليم، لدراسة مثل تلك المشكلات بشكل أكبر وفق حقائق واضحة ومعطيات من الواقع، ومن ثم الوصول لتوصيات ونتائج تساهم في الحفاظ على صحة أطفالنا.