«إهداء إلى روح الشهيد الشاعر الأحوازي هاشم شعباني، الذي أعدم يوم الاثنين 27 يناير 2014م في أحد السجون الإيرانية عن عمر اثنين وثلاثين عاماً بسبب شعره بالعربية والفارسية» في ثورة الحروف.. تتسابق الحروف في الكلمات.. كتسابق الكلمات.. في صياغة الجمل.. * * * يا عدو الحروف.. اعدم الحرف.. إن استطعت.. أو اسجنه.. لا تطلقه.. إنه أصل البلاء.. * * * لا تسمح للحروف أن تختلي.. قد تصبح كلمات ثائرة.. تقض مضاجعك الآمنة.. تطيح بأركانك الخائرة.. * * * نعم الحروف أصل الحكاية.. كما الكلمات أصل الكلام.. * * * أصلب الحرف.. انتقاماً من الكلمات الثائرة.. أو العابرة.. صادر كل حرف تمرد.. علق له مشنقة.. في كل جملة.. حتى يذعن لسطوتك الكلام.. أو لسلطان المقبرة.. فلا يخط كلاماً.. سوى اعتراف.. أو ولاء.. أو براء.. دون اقتناء.. ريشة أو محبرة.. * * * يا صاحب السجن.. امنع الكتابة.. على الحيطان.. أو على أوراق الشجر.. أو على شعاع الضوء.. إلا في حضرة الإمام الملهم.. أو في ظل القائد المؤبد.. مدى الحياة.. * * * يا عدو الشعر والشعراء.. يا قاتل الحرف والكلمات.. ترعبك الكلمات العابرة.. كما الكلمات الثائرة.. * * * يا دعيّ الدفاع.. عن حق الإله.. راع حق الله في العباد.. حقهم في نطق الحرف.. شعراً أو نثراً.. كحق الحياة مقدس.. واعلم أن حق الناس.. مقدم.. على طهر الإمام.. * * * يا دولة تنهار.. من قصف الكلام.. نووية مرعوبة.. من شاعر مرهف.. رفض الظلم.. نطق الحرف شعراً.. طالب بحق العيش.. باحترام.. * * * طوبى لك هاشمٌ.. شاعر، ثائر، مبدع.. أبيات شعرك.. تسمو وتعلو.. فوق قبة الإمام.. * * * لا خير في دولة.. هزها شعرك الثائر.. أبى الخنوع لولاية.. فاسدة أرست للظلم قواعد.. في وجه كل حر.. وشيدت للفقيه القائد الملهم.. معبداً يتحصن فيه الخائرون.. يخشون حروفك شعراً أو نثراً.. * * * سلام إلى روحك هاشم.. أنت تشدو الشعر.. للأطفال اليتم.. كشدو طيور الصباح.. فرحة بضياء الشمس.. * * * هامتك مرفوعة للعلا.. أقدامك فوق رؤوس شانقيك.. تعلو للعلا.. ستبعث حرفا في كلمة ثائرة.. أو كلمة في جملة.. تهز مرقد الإمام.. * * * سيرددها الشعب.. سراً أو جهراً.. ويسقط الظلمُ يوماً.. صريعاً تحت أقدام المشاة.. رغم مشيئة الإمام.. فمشيئة الله.. ثم مشيئة الشعب.. تعلو فوق أصنام الإمام.. ستبقى الكتابة حروفاً أو سيوفاً.. أقوى من قبضة السجان.. تفل الحديد.. تخترق الجدران.. تفجر بركان الغضب.. تنشر سلطان الوعي.. تسقط أساطير الظلام.. تبوح بسر الحقيقة.. المخبأة تحت ركام الزمن.. هي انفجار شعب.. في وجه الوهم.. المحنط تحت العمامة.. هي انتصار.. يبدأ بحرف.. كما الجملة تبدأ بكلمة.. تقذف في وجه الظلم.. هي كلمة السر تنمو تزدهرُ.. تنتشر كالنار.. الكلمة هي الثورة.. اعدموا الثورة.. إن استطعتم.. إعدام الكلام.. * * * «أنت رجل»، ألا يكفي كل هذا لتموت؟!