أستاء كثيراً من شخص لم يُغيِّر التعلّم أو الخبرة في الحياة بكل تجاربها من طباعه السيئة التي حَرّم الله بعضها (كالنميمة: وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد). قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} (القلم: 11) نزلت في «الوليد بن المغيرة» أي مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن فيهم والعيب، يمشي بين الناس بالنميمة، وهي نقل الكلام من إنسان إلى آخر، لإيقاع الفتنة بينهم. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يدخل الجنة نمَّام» متفق عليه. ولا أدري أي رجولة وأخلاق وتربية وضمير -أياً منها- يجيز للشخص أن يصف نفسه بهذه الصفة الوضيعة كنتيجة حتمية لتصرفاته ومواقفه، ومع هذا أحترم من (يترفّع عن توافه الأمور ويسمو عليها). يقول الشاعر البحتري: تَنَاسَ ذُنُوبَ قَوْمِكَ واطّرحْها فَإِحْياءُ الذُّنوب مِن الذُّنوبِ حتى لو ردّد كالببغاء من لا يرى الأمور من زواياها بعض تبعات هذه التوافه بسذاجة لا تليق، وغاب عنه قول الشاعر أحمد الهاشمي: وَزِنِ الكَلاَمَ إذَا نَطَقْتَ وَلاَ تَكُنْ ثَرثَارَةَ في كُلِّ نَأد تَخْطُبُ وربما أن المثل الذي يردده الناس (الطبع عضو) قد جاء من قول الشاعر راشد الخلاوي -رحمه الله- قبل نحو ثلاثمائة عام (وهو افتراض وليس قول حسم أجزم به): والاطباع عضوٍ في ابن آدم مركَّب والاطباع للتطبيع لا شك غالبه ومنها قوله: ومن عاب شخصٍ قبل يبصر بنفسه يرى فيه ما لا ينحصر من معايبه وكم حافرٍ بيرٍ خباها لغيره فامسى خديعٍ ذاق فيها معاطبه ويقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري -رحمه الله- منبّهاً من هذه النوعية من الناس: واحذر ترى بالنّاس مبغض وختَّال ماله مراجل كود شذب العراقيب وقفة: للشيخ راكان بن حثلين -رحمه الله-: الذم ما يهفي للأجواد ميزان والمدح ما يرفع ردي المشاحي