الشيخ محمد الغول، يوضح موقف الشرع من الحسد والغيرة والنميمة بقوله: “الحسد والغيرة والنميمة أمراض خطيرة، والبعض يسميه اليوم بإنفلونزا العقول، وفعلا هي كذلك لأنها تصيب العقل وتفسد القلب، والغِيبة عرفها الرسول “صلى الله عليه وسلم”، وهي “ذِكْرُك أخاك بما يكره”، قال تعالى: {ولايَغْتَب بعضكم بعضا}، لا عجب إذا صورها القرآن الكريم بصورة منفرة تتقزز منها النفوس، وتنبو عنها الأذواق: {ولايغْتَب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}، والإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان، فكيف إذا كان لحم أخيه؟ وكيف إذا كان ميتا؟! وقد نزل القرآن بذم هذه الرذيلة منذ أوائل العهد المكي إذ قال: {ولا تُطِع كل حلاَّف مَهِين، هَمَّاز مَشَّاءٍ بِنَمِيم} والهماز هو الطَّعَّان في الناس. وقال عليه الصلاة والسلام: “لا يدخل الجنة قتات”، والقتات هو النمام، وقيل النمام هو الذي يكون مع جماعة يتحدثون حديثا فينم عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم، إن الإسلام يغضب أشد الغضب على أولئك الذين يسمعون كلمة السوء فيبادرون إلى نقلها تزلفا أو كيدا، أو حبا في الهدم والإفساد.