من هو العتل الزنيم ؟؟ ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) أي لا تطع يا محمد الحلاف الذي يكثر الحلف بالحق والباطل مستهيناً بعظمة الله وجلاله . مهين : حقير فاجر . هماز : أي مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والسب فيهم والعيب . مشاء بنميم : أي يمشي بين الناس بالنميمة فينقل حديث بعضهم إلى بعض ليوقع بينهم الفتنه ( والنميمة : الوشاية والسعاية للإفساد وهي من الكبائر) ( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ) أي بخيل ممسك عن الإنفاق كثير الآثام والفجور . ( عتل ) أي جاف غليظ القلب لئيم لا يرحم ولا يلين ثم بعد كل تلك الصفات الذميمة ( زنيم ) أي دعي لصيق ليس له نسب صحيح وهذه أشد معايبه وأقبحها أنه أبن زنى، كمال قال الشاعر : ( زنيم ليس يُعرف من أبوه ) !! سبب نزول هذه الآية : قال ابن عباس : لا نعلم أحداً وصفة الله تعالى بهذه العيوب غير هذا فألحق به عاراً لا يفارقة ابداً . نزلت هذه الايه في طاغية من طغاة مكة وهو (( الوليد بن المغيرة )) كان شقياً فاجراً جباراً متكبراً على الناس وقد وصفه الله تعالى بهذه الصفات القبيحة . ولما نزلت فيه هذه الآيات جاء إلى أمه واستلِّ سيفه وقال : إن محمداً وصفني بعشر صفات وجدت تسعاً في، أما (الزنيم ) فلا علم لي بها، فإن صدقتيني وإلا ضربت عنقك بالسيف!! فقالت له : أن أباك كان غنياً وكان عينياُ فخشيت أن يذهب ماله فمكنت راعياً من نفسي، فأنت أبن ذلك الراعي، فلم يعرف الشقي أنه ( إبن زنى ) حتى نزلت الايه فكانت فضيحة له مدى الدهر. وكان له عشرة أبناء فكان يقول لهم : من أسلم منكم منعته رفدي أي عطائي . ( أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) أي من أجل أن الله أغناه واكثر أولاده كفر بالنعمة وقال عن القرآن : أنه خرافات وأباطيل المتقدمين وما أشغلها وأقبحها من مقالة يقابل المجرم ربه المنعم عليه بمثل هذه الكلمات الفاجرة ! قال تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) أي سنجعل له علامة على أنفه تكون له وساماً مدى الحياة وهي خطُم أنفه وقد جرح الوليد إبن المغيرة يوم بدر فبقى أثر الجرح في أنفه بقية عمره. وكني عن الأنف بالخرطوم إذلالاً له وإهانة فإن الخرطوم يكون للخنزير .