تصاعدت حدة التوتر بشكل غير مسبوق في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد دعوات تصعيدية جديدة أطلقها زعيم جماعة «الحوثيين» عبدالملك الحوثي، التي دعا فيها أنصاره المعتصمين داخل المدينة وعلى منافذها الرئيسية، إلى بدء المرحلة الثالثة من التصعيد، وهي المرحلة التي قال إنها ستكون «حاسمة» وحدد موعد بدايتها اليوم الأحد. وفي المقابل، قامت السلطات اليمنية بنشر وحدات من قوات الجيش والأمن في محيط مخيم الاعتصام الذي أقامه «الحوثيون» على طريق «مطار» صنعاء الدولي وبالقرب من مباني وزارات الداخلية والاتصالات والكهرباء. في حين تسود مشاعر القلق والخوف في أوساط السكان في الأحياء المحيطة بساحة الاعتصامات وسكان العاصمة اليمنية صنعاء عموماً، من حدوث مواجهات واشتباكات مسلحة بين الحوثيين والقوات الحكومية. وكانت قيادة جماعة أنصار الله «الحوثيين»، دعت المعتصمين من أتباعها والمتحالفين معها إلى «احتشاد» كبير، اليوم الأحد ويوم غد الاثنين، في ساحات قالت إنه سيعلن عنها في حينه عبر وسائل الإعلام، كما دعتهم إلى وضع الشارات الصفراء على الأذرع، لإعلان العصيان المدني في كل الدوائر والمؤسسات والوزارات الحكومية كخطوة أولى من الخطوات التصعيدية المزعجة والحاسمة - حد قولها. في الوقت ذاته كشفت مصادر «حوثية» عن مبادرة جديدة يجري بحثها، تقدم بها عدد من شيوخ القبائل اليمنية. وفي غضون ذلك، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس خلال لقائه بجمع من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية في اليمن إيران إلى تغيير النهج الذي تتبعه في التعامل في اليمن، وذلك في إشارة الى الدعم التي تقدمه طهران لجماعة «الحوثي» المتمردة في شمال البلاد. وأشار الرئيس اليمني إلى أن على إيران أن تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني، كما أشار إلى الدعم الذي يتلقاه الحوثيون من خلال أربع قنوات فضائية في العاصمة اللبنانية بيروت، مؤكدا في الوقت ذاته أن اليمن كان متعايشا مع جميع المذاهب منذ أمد بعيد ولم يشهد أي خلاف، وأن النسيج الاجتماعي لليمن متداخل ومتماسك ومترابط حسبا ونسبا، ولم يكن أحد يلاحظ وجود أي فوارق تذكر. وأشار الرئيس هادي، إلى ما تمثله حشود «الحوثيين» ومليشياتهم المسلحة، داخل مدينة صنعاء وفي محيطها، من إقلاق للسكينة العامة وتهديد للأمن والاستقرار.