طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس في رسالة مكتوبة زعيم التمرد عبدالملك الحوثي برفع مخيمات مؤيديه من صنعاء ومحيطها والعودة للحوار للتوصل إلى حل للأزمة الحالية. ويأتي ذلك في حين تستمر الجهود العلنية والسرية لنزع فتيل الانفجار بعد فشل وساطة الوفد الرئاسي مع الحوثيين الذين ينتشرون بالآلاف مع مؤيديهم المسلحين عند مداخل صنعاء وداخلها، وذلك في إطار حركة احتجاجية مطالبة باستقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وبعث هادي بالرسالة رداً على رسالة وصلته الإثنين من الحوثي ضمَّنها بحسب مصادر رسمية رؤيته لحل الأزمة، لاسيما ضرورة التراجع عن رفع أسعار الوقود، الأمر الذي يرفضه هادي بشكل قاطع ويؤكد أنه سيؤدي إلى انهيار الدولة. وطالب هادي الحوثي في رسالة الرد بإزالة «مظاهر وعوامل التوتر المتمثلة في المخيمات والتجمعات المستحدثة على مداخل العاصمة والطرق المؤدية إليها وعلى طريق مطار صنعاء الدولي داخل أمانة العاصمة». كما دعاه إلى «استكمال تسليم محافظة عمران للدولة»، وهي المحافظة التي سيطر عليها الحوثيون في الأشهر الأخيرة بعد معارك مع الجيش ومع قبائل موالية لآل الأحمر وللتجمع اليمني للإصلاح «إخوان مسلمون». كما طالبه بخروج المسلحين من مدينة عمران ووقف إطلاق النار في محافظة الجوف الشمالية، وهي محافظة أخرى تدور فيها مواجهات بين الحوثيين وخصومهم. وأكد هادي في رسالته فيما يتعلق برؤية الحوثي لحل الأزمة الراهنة، أنه في «موضوع الإصلاحات السعرية للمشتقات النفطية وتغيير الحكومة، والشراكة الوطنية، يمكن تنفيذ ما تم التوافق عليه بين الحوثي واللجنة الرئاسية». واعتبر أن هناك «نقاط اتفاق يمكن البناء عليها لمواصلة الحوار»، كما طلب من الحوثي «تفويض ممثلين عنه لاستئناف الحوار مع اللجنة الرئاسية». وكانت اللجنة أعلنت الأحد فشل مهمتها ما أثار مخاوف من الانزلاق إلى العنف في صنعاء، إلا أن الحوثي أراد استكمال التواصل مع الرئيس هادي بشكل مباشر، ساعياً بحسب مصادر سياسية إلى اتفاق ثنائي، الأمر الذي رفضه هادي. وبالرغم من مساعي التهدئة، استمر أنصار الحوثيين في الاحتشاد في صنعاء الثلاثاء، فيما عززت السلطات التدابير الأمنية بشكل محدود، خصوصاً في محيط وزارة الداخلية بشمال صنعاء حيث يعتصم الآلاف من أنصار الحوثيين. وقد تابع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بدوره اتصالات مع أطراف متعددة للتوصل إلى تسوية سياسية. وعززت تحركات الحوثيين المخاوف من سعيهم إلى توسيع رقعة نفوذهم إلى صنعاء، فيما يتهمهم خصومهم باستغلال مطالب اقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية. وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن بشكل كبير كون الحوثيون ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية، كما يتهمهم خصومهم بأنهم تقاربوا في السنوات الأخيرة مع الشيعية الاثني عشرية وإيران وابتعدوا عن الزيدية التقليدية القريبة من السنة. وفي المقابل، فإن خصوم الحوثيين سياسياً هم بشكل أساسي التجمع اليمني للإصلاح القريب من تيار الإخوان المسلمين، إضافة إلى السلفيين والقبائل السنية أو المتحالفة مع السنة. ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، إلا أن الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصاً في أقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.