دشنت جماعة الحوثي المسلحة تصعيدها ضد الحكومة بقطع شوارع رئيسية وسط العاصمة صنعاء مما ادى الى اصابة قلب العاصمة بالشلل التام. واستجابة لدعوة اطلقها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، تجمع انصار الحوثي في ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء، حيث انطلقت مسيرة راجلة وبالسيارات عبر شوارع العدل والقيادة وشارع التحرير وسط العاصمة، كما اغلقت الشوارع المؤدية الى البرلمان ومجلس الوزراء والاذاعة. وقطعت عشرات السيارات التابعة للحوثين الشوارع الرئيسة في وسط صنعاء لمدة مما تسبب في ارباك كبير في الحركة المرورية واصابها بالشلل التام. فيما تجمع المئات بالقرب من مجلس الوزراء والاذاعة بعد ان منعتهم قوات مكافحة الشغب والجيش التي انتشرت بكثافة من الاقتراب من هذه الاماكن الحساسة. وهدد المعتصمون الحوثيون وبينهم مسلحون بتصعيد احتجاجاتهم لتشمل شوارع عديدة في العاصمة صنعاء، الى ان يصل الى حالة من العصيان المدني . وشوهد مشاركة قيادات وأعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مسيرة الحوثيين ، ورفعوا شعار الحزب إلى جوار شعار الصرخة التابع لجماعة الحوثيين. وقوبل تصعيد الحوثي باستنكار شديد من قبل المواطنين الذين تعطلت اعمالهم بسبب خروج الحوثيين وقطع الشوارع. ويطالب الحوثيون بإقالة الحكومة والغاء قرار رفع سعر المشتقات النفطية. ويأتي تصعيد الحوثيين بعد دعوة اطلقها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، واعلن خلالها انطلاق المرحلة الأخيرة من التصعيد ضد الحكومة ووصفها بالمرحلة الحاسمة، داعيا الى عصيان مدني من نوع اخر كما قال. مصادر صحافية محلية اكدت انه وبالتوازي مع تصعيدهم في صنعاء، قامت جماعة الحوثي –حسب صحيفة "المصدر"، بنقل كميات كبيرة من الذخائر، والأسلحة الثقيلة، والآليات العسكرية إلى مُخيّماتها المسلّحة في مداخل العاصمة صنعاء. ونقلت عن مصادر في مدينة عمران، الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ يوليو الماضي، إن آليات عسكرية وأسلحة ثقيلة وعشرات المسلحين من أتباع جماعة الحوثي غادروا مدينة عمران، فجر يوم أمس، باتجاه العاصمة. وأضافت المصادر أن الحوثيين أطلقوا نداء "حي على الجهاد"، عبر مكبرات الصوت في مسجد "السلام" وسط مدينة عمران، وهو النداء الذي سمع في جميع أنحاء المدينة، وبعده بعدة دقائق بدأ عشرات المسلّحين الحوثيين بالتجمّع والاحتشاد في جولة النافورة بالمدينة. وأشارت المصادر إلى أن نحو 15 سيارة مسلحة تابعة لجماعة الحوثي تحرّكت وعلى متنها عشرات المسلّحين، من مدينة عمران باتجاه منطقة ثُلا، شمال غرب صنعاء، قبل أن تواصل طريقها إلى منطقة الصباحة بمديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، على المدخل الغربي للعاصمة. واكدت ان الحشود المسلحة التي انطلقت على دُفعات من مدينة عمران باتجاه العاصمة كان برفقتها أسلحة رشاشة ثقيلة وكميات من الذخائر، بعد ان كان الحوثيون قد نقلوا خلال الأسبوع الماضي عدداً من الدبابات والعربات العسكرية المُدرّعة والأسلحة الثقيلة إلى مناطق يسيطرون عليها في مديرية همدان، على المحيط الشمالي الغربي للعاصمة، ومن بين تلك الأسلحة الثقيلة دبابة ومدرعة تتمركزان في مخيم الحوثيين المسلّح بمنطقة بيت "نعم"، على المدخل الشمالي الغربي للعاصمة. وكان عبدالملك الحوثي ، زعيم جماعة الحوثي المسلحة قد اعلن في وقت سابق تمسكه بخيار التصعيد ضد السلطة ، مطلقا بدء المرحلة الاخيرة من هذا التصعيد والتي تشمل شكلا جديدا من اشكال العصيان المدني. ولوح الحوثي بإمكانية اللجوء الى القوة اذا ما تم الاعتداء على انصاره الذين يتظاهرون ويعتصمون في صنعاء منذ قرابة اسبوعين ويقيمون المخيمات المسلحة في المداخل الرئيسية للعاصمة. وقال الحوثي في خطاب متلفز مساء الاحد : وقال :"وتحذيري من جديد من أي عدوانٍ يمس الناس، يطال حياتهم - تحذيري بجدية ونحن فعلاً عملنا احتياطاتنا ونستمر في احتياطات أكبر فيما إذا تورط أولئك في ارتكاب جرائم تجاه أبناء شعبنا اليمني العزيز، الغالي" . واكد الحوثي ان المرحلة الثالثة ستكون مرحلة الحسم ، عندما قال :" - آن الأوان للانتقال الى المرحلة التصعيدية الثالثة ولن نجلس نتنقل من مرحلة الى أخرى لتنتظروا مرحلة رابعة وخامسة وسادسة او سلسلة لاتنتهي من المراحل". لكنه قال ان المرحلة الثالثة سوف تستمر حتى نهاية الاسبوع او بداية الاسبوع القادم. هذا وقال الدكتور فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني ان كلمة الحوثي نسفت كل الجهود الرامية والتي تبذلها السلطات للخروج من الازمة الراهنة. واضاف ان الدولة حريصة على السلم والامن في البلاد، واضاف السقاف ل"الرياض" : سيكون لخطاب الحوثي تداعيات خطيرة. الحوثي ومن خلال اعلانه التصعيد وتجاهله دعوات المجتمع الاقليمي والدولي ، يكون قد ضيق الخناق على خياراته من خلال مطالبته بإلغاء الجرعة السعرية في فترة زمنية محددة او التصعيد بخطوات مزعجة." واكد السقاف ان جميع خيارات الحرب والمواجهات المسلحة ستكون مدمرة للبلاد وللدولة ولحركة الحوثي نفسها.