خروج الدم وقت الصوم * جُرِح ابني وهو صائم فخرج الدم من ساقه، فهل خروج الدم من الجروح ناقض للصيام، علما أنه أكمل صيام ذلك اليوم؟ - خروج الدم من الإنسان لا أثر له في الصوم، وقد جاء في الحجامة حديث شداد بن أوس -رضي الله عنه-: «أفطر الحاجم والمحجوم»، ومثل هذا معروف عند أهل العلم، وقال به جمع منهم، وثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه «احتجم وهو صائم»، والظاهر أن القول بأن الحجامة مفطِّرة منسوخ، ومن يقول بأنها مفطّرة ذهب جمعٌ منهم إلى أن خروج الدم لا يقاس على الحجامة؛ لأن في الحجامة أمرًا تعبديًّا، وذلك من جهة أنه إذا خرج الدمُ من المحجوم، فكيف يفطر الحاجمُ مع احتياطه لصيامه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أطلق في الحديث: «أفطر الحاجم والمحجوم»؟! فالذي يظهر أن تفطير الحجامة للصائم منسوخ، وحتى على القول بأنها مفطّرة، فإنه لا يقاس عليها عموم خروج الدم من جسد الصائم. * * * تعدد الجنائز * هل يتعدد فضل الصلاة على الجنازة بتعدد الجنائز أم أن الأجر يكون لصلاة واحدة؟ - نعم يتعدد الفضل بتعدد الجنائز؛ لأنه يصح أنه صلى على جنازتين، أو على ثلاث، أو على أربع، على حسب العدد الموجود، وفضل الله واسع. * * * حفظ المتون والأسانيد *ما رأيكم فيمن يقول: إنه لا حاجة اليوم إلى حفظ الأسانيد خاصة للصحيحين، وإنما يكتفى بحفظ المتون؟ - هذا الكلام ليس بصحيح، فإذا أنعم الله -جلّ وعلا- على طالب العلم بالحافظة، فعليه أن يحفظ ما يستطيع من المتون والأسانيد، وإذا حفظ إسنادًا من صحيح البخاري استفاد منه في غيره من الكتب، فإذا قرأ في السنن أو في المسانيد أو في الجوامع أو في المعاجم، ومر به هذا الراوي عرف أنه من رواة الصحيح، وأنه جاز القنطرة، وكذلك يعرف السلسلة التي وردت بها عدة أحاديث في صحيح البخاري فيطبقها على غيرها، وأن هذه السلسلة بهؤلاء الرواة الذين خرّج لهم الإمام البخاري بهذه الصورة المجتمعة إذا روي بها حديث في السنن أو المسانيد أو غيرها من المصنفات، فإنها يحكم عليها بالصحة، إذا سلم الحديث من الشذوذ أو العلة في متنه، فحافظ الأسانيد يستفيد كثيرًا، والأسانيد هي السلالم التي بواسطتها يصعد طالب العلم إلى معرفة الصحيح من الضعيف من السنة.