سألني أحد الإخوان عن مجموعة أسئلة تتعلق بالصوم والصلاة أذكر كلّ سؤال وأتبعه بجوابه: السؤال الأول: هل صلاة التراويح ليس لها استفتاح إلا في التسليمة الأولى منها كما هي الحال في تراويح الحرمين؟ والجواب: الاستفتاح من السنن القولية للصلاة سواء أكانت صلاة فرض أم صلاة نفل. وصلاة التراويح مثنى مثنى بمعنى أن كلّ ركعتين بسلامهما صلاة مستقلة لها أركانها وواجباتها وسننها القولية والعملية ومن ذلك الاستفتاح. ولا أعرف أصلاً ولا دليلاً لمن يقول: بأن الاستفتاح لصلاة التراويح في التسليمة الأولى استفتاح لكامل تسليمات التراويح.. وما عليه أئمة الحرمين ومن كان مثلهم في ترك الاستفتاح في التراويح غير التسليمة الأولى لا أعرف له دليلاً ولا أصلاً وإنما هو إضاعة لأجر سنة الاستفتاح لكل صلاة والله أعلم. السؤال الثاني: هل البخَّاخ لمعالجة الربو يفسد الصوم؟ الجواب: المعروف عن البخاخ أنه مادة سائلة مضاف إليها مادة طبية وهي مادة متجمدة تصل مادة استنشاقها إلى الحلق ثم إلى الرئة وإلى الجوف. ولا يخفى أن الذي عليه جمهور أهل العلم أن كل ما وصل إلى جوف الصائم فهو مفسد لصومه، بل إن مجموعة من أهل العلم قالوا بأن القطرة في العين أو الأنف أو الأذن إذا وصلت إلى الحلق فسد الصوم. وبناء على ما عليه جمهور أهل العلم في ذلك فأرى أن استخدام البخاخ للصائم مفسد لصومه، وإذا كان مريض الربو مضطراً لاستخدامه فيستخدمه ويمسك نهاره ويقضي ذلك اليوم فإن كان مضطراً لاستخدامه بصفة دائمة فنجمع بين قول من قال بأنه لا يفطِّر، وبين القول بأنه مريض لا يرجى برؤ مرضه، فنقول بجواز استخدامه للصائم ويترتب عليه الإمساك مع الاستخدام والكفارة عن كل يوم إطعام مسكين ولا يلزمه القضاء والله أعلم. السؤال الثالث: هل تحليل الدم يفطر به الصائم؟ والجواب: الذي يظهر لي أن الصائم يفسد صيامه بالتحليل لأن أخذ الدم من الصائم مثل أخذ دمه للحجامة وقد قال صلى الله عليه وسلم: أفطر الحاجم والمحجوم. ووجه إفطار المحجوم أنه أخذ منه من الدم ما يفطره. وأما الحاجم فلأنه يمص آلة الحجامة بعد جرح محل الحجامة فيحتمل أن يمتص جزءاً من الدم. ولكن بعد أن تطورت آلة الحجامة وصار الدم يخرج من غير شفط فلا يظهر أن الحاجم يفطر بحجامته غيره والله أعلم. السؤال الرابع: أحد إخواننا المغاربة يسأل فيقول: إذا لم يثبت دخول شهر رمضان في المملكة المغربية إلا بعد يوم من ثبوته في السعودية وصُمت غالب الشهر في السعودية وعيَّدت معهم فكان مجموع أيام صيامي ثمانية وعشرين يوماً وعليه فأنا أسأل صمت في المغرب بعد السعودية بيوم وثبت خروج رمضان وأنا في السعودية حيث لم أصم إلا ثمانية وعشرين يوماً. فهل أفطر مع السعودية وماذا يترتب عليًّ؟ والجواب: يجب على كل مسلم أن يلتزم بما عليه حكومته الإسلامية في دخول الشهر وخروجه وألا يشذ عما عليه بلاده تقليداً لدولة أخرى إذا كان داخل بلاده أما إذا كان في احدى البلدان الإسلامية فيجب عليه أن يلتزم في صيامه وفطره بما عليه تلك البلاد التي هو فيها وقت دخول الشهر أو خروجه وإذا كان صيامه أقل من تسعة وعشرين يوماً فعليه أن يقضي النقص ليتم له في صيامه تسعة وعشرون يوماً. والله أعلم.