نحمد الله في هذه المملكة الطاهرة أن وفقت بحكام مؤتمنين على مقدساتها وشعبها، فكل ملك له سياسته وإبداعه والكل متميزون، فعصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز له تميزه الخاص، لأنه أتى في عصر تواجه الأمة فيه الكثير من التحديات الاقتصادية والسياسية والفكرية التي لا بد أن تتأثر المملكة بها، وقد استطاع بحنكته والمنهج العلمي الذي يتعامل به من خلال مؤسسات الدولة المختلفة أن يجعل من المملكة بلداً حضارياً متطوراً ينعم شعبه بالأمن والرخاء والعيش الرغيد، فالحالة المعيشية التي يعيشها المواطن السعودي كانت همه الأول حيث عالج حالات الغلاء في المملكة التي يشهدها العالم بحكمه بعيداً عن الحماس والصيحات التي تطلق هنا وهناك، من خلال منهجية علمية اقتصادية شاملة مرتبطة باقتصاد المملكة الذي من أهدافه القضاء على التضخم الذي له دور في رفع مستوى المعيشة عند المواطن، أيضاً أتاح الفرصة للمواطنين أن يستفيدوا ويشاركوا في الخصخصة من خلال الأسهم التي هي في متناول الجميع، وقد شملت الخصخصة قطاعات كبيرة من القطاعات التجارية التي كانت عائدة لمواطنين معينين، أيضاً من الأشياء التي ينعم بها المواطنون والمقيمين انخفاض أسعار المحروقات والمملكة تعتبر ثاني دولة في العالم بعد فنزويلا في رخص أسعار المحروقات التي لها دور مهم في حياة المواطن والمقيم لارتباطها بحياته المعيشية، أيضاً أهتم بالإسكان وضاعف القروض التي يمنحها للمواطنين إضافة للمدن السكنية التي سوف تقام في جميع أنحاء المملكة، كذلك التعليم العام حظي باهتمام خاص منه - حفظه الله - من خلال مشروعة الجبار (مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم)، حيث رفع ميزانيته من تسعة مليارات ريال إلى أكثر من ثمانين مليار ريال، أيضاً التعليم المهني والتقني حيث وصل عدد الكليات أكثر من خمس وثلاثين كلية، أيضاً التعليم العالي قفز قفزات عالية جداً حيث ارتفع عدد الجامعات من سبع جامعات إلى أكثر من 32 جامعة، إضافة إلى اهتمامه بالابتعاث الخارجي حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات أكثر من 130 ألف طالب، وطالبة كذلك اهتم باللغة العربية من خلال مركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية الذي من أهدافه المحافظة على لغتنا العربية لغة ولفظاً وانتماء، أيضاً اهتم بالترجمة وخصص جائزة عالمية لها، كذلك قدم خدمة غير مسبوقة لخدمة البحث العلمي في الوطن العربي من خلل الفهرس العربي الموحد الذي سوف يسهل على المختصين في الفهرسة والتصنيف خدمة البحث العلمي، أيضاً صحة المواطن كانت من ضمن اهتماماته حيث شيدت المئات من المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة، أيضاً المواصلات أحدث فيها نقلة نوعية من خلال الطرق التي عمت المملكة والتي توجها بقطار الحرمين الشريفين وشبكة القطارات التي يتم تنفيذها التي تربط كل مدن ومناطق المملكة، أيضاً اهتم بالأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي ودعم البند المخصص له من مليارين ريال إلى أكثر من ثلاثين مليار ريال، وقبل هذا وذاك اهتمامه بالحرمين الشريفين حيث قام بتوسعة الحرم المكي وتقدر مساحة التوسعة بأكثر من أربعمائة ألف متر مربع، وجار الآن البدء في توسعة الحرم النبوي في المدينةالمنورة. لم يتوقف إنفاقه ودعمه على المملكة بل شمل جميع المنظمات العربية والدولية ومساعدة معظم دول العالم بإعانات مالية مجانية وبقروض آجلة بدون فوائد، كذلك مبادرته في تقديم المساعدات الإنسانية لجميع الدول التي تعرضت للكوارث والتغيرات المناخية، أيضاً حرص خادم الحرمين الشريفين على أن يوجد مظلة فكرية يستطيع العالم أن يتحاور ويتناقش من خلال مركز الملك عبد الله الدولي للحوار مع الأديان، كذلك مبادرته في محاربة الإرهاب أينما كان وقد قدم دعماً سخياً للأمم المتحدة التي تبنت إقامة مركز عالمي لمكافحة الإرهاب، أيضاً حرص على استمرار المملكة في مناصرة القضايا العربية ولاسيما قضية فلسطين من خلال دعمه لها معنوياً ومادياً ودولياً، إضافة إلى القضايا الإسلامية الأخرى، كذلك مناصرة الشعوب المظلومة التي تتعرض للظلم في بورما وكشمير وغيرها من الشعوب الأخرى في بلاد العالم. خلاصة القول إن الحديث عن إنجازات وأعمال الملك عبد الله يحتاج إلى مئات الصفحات، وهذه المقالة ما هي إلا إطلالة سريعة أحببت أن أضعها أمام القارئ الذي سوف يدرك أن ما أوردته عن هذا القائد الفذ يستحق منا جميعاً الدعاء له وأن يجزيه عما قدمه لشعبه وأمته الإسلامية والإنسانية خير الجزاء، وأن يديم عليه الصحة والعافية ويحقق له السعادة في الدنيا والآخرة انه سميع مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.