لقد تفاعل أبناء هذا الوطن من أمراء وعلماء وقادة ومفكرين ومثقفين من داخل المملكة وخارجها مع الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين إلى الأمة والتي حملت في طياتها قيما حضارية وإنسانية ودينية تلامس الإنسانية كافة والتي أبرزت الرحمة التي جاء من أجلها نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريص على توظيف مقاصد الشريعة واحتواء الثقافات الأخرى من خلال الحوار والقواسم المشتركة التي تتلقي فيها الديانات والمذاهب المختلفة فمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يعتبر من الأعمال الخالدة التي قدمها للعالم لكي يكون مظلة فكرية وروحية تسهم في سد الفجوات التي تثار من هنا أو هناك وركيزته الأساسية عدم الاكراه التي هي سمة من دين الإسلام العظيم {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، كذلك تنبؤه حفظه الله بالمخاطر التي تنتج من الفكر المتطرف حيث منذ زمن عمل على احتضان كل ما يسهم في محاربته فمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة حظى بدعم ومتابعه منه لإيمانه بأن المنهج العلمي في التصدي للظواهر الفكرية والمتطرفة أمر ضروري أيضاً لم يقتصر اهتمامه حفظه الله على المملكة حيث تفاعل مع المبادرات وما يحدث في دول العالم من إرهاب؛ حيث قدم دعماً سخياً للمركز العالمي لمحاربة الإرهاب، فلهذا عندما نتعمق في مضامين كلمته نجد أنها مستشرفة للمستقبل، لأن الذي تحدث عنه سبق أن تنبأ به منذ فترة طويلة وعمل له عدته، ولكنه خذل من معظم دول العالم والمنظمات الدولية؛ فالتطرف عانت منه المملكة كثيراً وحذرت منه دول العالم ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فعندما تفشى وعمت أخطاره دول العالم بدأوا يفكرون به ولكن ليس التفكير الذي يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي عبر عنه بحسرة وألم عندما تطرق إلى الممارسات التي يقوم بها بعض هؤلاء المتطرفين الذين يذبحون الإنسان مثل ذبح الشاة وبقسوة وبدون رحمة، وكأن هذا العمل من سلوكيات الإنسان المسلم وهو ما ترفضه الشريعة الإسلامية التي تراعي خصوصية النبات والمرأة والحيوان؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك في حديثه فيما معناه (لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا بهيمة ولا تقتلوا شيخاً ولا امرأة) أيضاً لم يغب عن باله ما تتعرض له غزة من حرب شرسة وحصار من قبل العدو الصهيوني في ظل تقاعس المجتمع الدولي ومنظماته الذي يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لاشك أن ما تطرق إليه خادم الحرمين الشريفين جاء في وقته ليعطي رسالة للعالم لكي يستيقط من غفلته ولاسيما القادة والعلماء؛ لأن الأمر يتطلب التعاون والتكاتف لمواجهة المخاطر التي تهدد مستقبله وأن العدل والمساوة هي مسؤوليات قادته فالسلام والود والوئام لا يمكن أن يتحققالأمن خلالها وقبل هذا وذاك تجسد في كلمة خادم الحرمين الشريفين تقديمه الإسلام الحضاري في أعلى درجاته بعيداً عن المزايدات والشعارات الرنانة التي يلتجئ إليها الذين يدعون أنهم يخدمون الإسلام والإسلام منهم براء. حفظك الله يا خادم الحرمين الشريفين، وأجزل لك المثوبة على ما قدمته للأمتين العربية الإسلامية، والعالم من أعمال وتضحيات هدفها الأول والأخير أن يعم السلام والاستقرار العالم بأسره. والله من وراء القصد.