من على هذا المنبر الورقي الذي لا أجد له مثيلاً، وليس له مُنافسٌ في الجميل، وقد أرتقي مُرتقاً عظيماً على سطح المجتمع النبيل. ومن هُنا أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهد الأمين والأسرة المالكة والشعب السعودي على قدوم عيد الفطر المبارك، جعله الله عيد خير للمسلمين. وأهنئ صحيفة الجزيرة على ما تقوم به من إنجازات تُذكر وتُشكر في المساهمة في نشر ما فيه خير للمجتمع. وعليه فإن العيد يُجدد المحبة بين المتحابين في الله والمتخاصمين في أمور الدنيا والدين، ولعلنا أن نصفح الصفح الجميل، ونقبل على كل من خاصمناه مخاصمة المتشائمين، ونُقدر له قدره بين الحين والحين، ولذلك فإن النبي الكريم أجل مثلاً وأقربُ إلى التماس نهجه المُبين، فقد وقف على باب الكعبة مُقبل غير مدبر، وبين يديه الخير بوجهه المُبشر، وقال: (ما تظنون أني فاعلٌ بكم) نعم هذه لكل من تخاصمنا معهم في أمور الدين والدنيا، ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟ فيا من تجد في نفسك العفو والصفح، قل: (لا تثريب عليكم اليوم) قل: (اذهبوا فأنتم الطُلقاء) قل: (سامحتُك في الله ولله). فإنها لا تزيدك إلا عزاً، وترفعك قدراً، وتعلوك منزلةً فليس الغبي سيداً في قومه... ولكن سيد قومه المتغابي