احترق مخزن الأخشاب لأحد نشَّاري الخشب, وبينما كان أصحابه يبحثون عن وسيلة؛ للتخفيف عنه وتسليته, قال لهم: إني أتخيَّل كيف سيبدو المخزن الجديد! وفي رواية (درب المتاهات) قال البطل في مشهد موجع: يمكن أن يسلب من الإنسان كل شيء إلا أفكاره! وما جاوزت الحقيقية تلك العبارة .. فأعظم ما وهبنا بعد نعمة اليقين والعقل هو نعمة الاختيار! فنحن أحرار في اختيار ما نفعل تحت أي ظرف ونحن، أحرار في اختيار ما نتحدث به تحت ظل أي ضغط! أحرار فيما نفكر به!والقرآن أكد هذا المبدأ فقال (وهديناه النجدين) وقال(فمن شاء أن يؤمن ومن شاء أن يكفر) أعداء تكالبوا وعم كريم يفاوض ومع هذا اختار الحبيب محمد اللهم صل وسلم عليه أروع الاختيارات فقال: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر! وعندما زار مريضا قال له: طهور. اختيار عظيم يا أعظم البشر! والقرآن في أشد المواقف ألما قال: لا تحسبوه شرا لكم! والبطل ابن تيمية اختار أروع الاختيارات مع أعدائه وخصومه فاختار العفو والتسامح، والخالد مانديلا اختار السلام واختار أن ينتقم من خصومه بالتسامح والمرونة وسياسة الاحتواء! وهذا كريستوفر ريف ممثل شخصية (سوبرمان) كان ملء السمع والبصر شهرة ومال وصحة وشباب أصيب في حادث سقوط من صهوة حصان بشلل رباعي فلم يثنه عن العطاء وما شلّ روحه! واختار أن يعطي للناس بقوة روحه وجميل تفاؤله عطاء أعظم مما تقدمه شخصية السوبرمان! وما كذب ( زيج زيجلر) والذي يعتبر المحفز الأول في أمريكا عندما قال: توجهك الذهني هو الأهم! اختر أن تبتسم وتستبشر بالخير عندما تستيقظ؛ فالشمس تشرق على الكل ولم تقصر نورها ودفئها على ناس دون ناس! لا تجزع ولا تبتئس ولا تحمل الهم وكن صلبا قويا؛ فمهما ساءت الظروف، واشتدت الكروب، فأنت تملك ما تغتبط به، وما يعود عليك بالكثير من الأمل والكثير من الارتياح، إنه الإيمان بالله! ما وجدت عدوا أشرس لبني آدم من التفكير السلبي فهو من يملأ الحياة بالشقاء ويعمر الأيام بالألم والخوف؛ لذا كن إيجابيا محسنا للاختيار فالفرص متاحة والظروف مهيأة وربك معينٌ ومسدد ومهما كانت ظروفك وساءت أحوالك وضاقت أيامك واسودت لياليك؛ اختر البشر والتفاؤل؛ اختر ما ينفعك وتذكر أن المرض والصحة ونجاح المحاولات وفشلها وحتى عثرة القدم هي من قدر الله {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا}. ودونك تلك الاختيارات فاعتن بها: * اختر الظن الحسن. * اختر النهاية الطيبة. * اختر العفو. * اختر أن تكون أفضل. * أختر أن تعيش حياتك كما تود أنت لا كما يود من حولك! * اختر أن تسامح نفسك. * اختر أن تحب ما تعمل. * اختر أن تكون أقوى من بيئتك. * اختر أن تكون يدا بيضاء معطاءة. * اختر ما عند ربك فما عند الكريم خير وأبقى! * اختر أن تبدأ حياتك من الآن وليس من أمس أو الغد! * اختر أن تتقبل حياتك بغبطة وطمأنينة! * اختر أن تبتسم دائما وجرِّب أن تناجي ربك عندما تستيقظ, وتقول: يا رب, غمرتني بنعمك, فاحفظها لي. * اختر الكلمة الطيبة وإن أزعجك طفلك, أو تطاول عليك جارك, أو أصابك صداع, أو نال منك سفيه! * اختر أن تكون أقوى من المرض والبيئة وتذكر أن صناع المجد كانوا فقراء ومرضى وأيتام! فبأي قوة تحركوا بأي روح نهضوا! * اختر ما يرضي ضميرك وتراه صوابا ولا تختر ما اختاره الآخرون فلك مثل ما لهم، عينان ولسان وشفتان وعقل وإرادة! * اختر مواجهة الأمواج بذراعين مبسوطة وثغر باسم وقلب متوكل! * اختر الثقة بالله على الخوف والله لن يخذل متوكل عليه! * اختر اللجوء إلى الله عند المصيبة فلن يرد وافد عليه! * اختر أن تزرع بذور الأمل في حياتك وحياة من حولك! لم تأت لهذه الدنيا لتكون بطلا في مسرحية الألم والشخصية الأهم في رواية الوجع، ابتسم دائما وأحسن الاختيار رافعا رأسك مفردا ذراعيك لجمال الحياة وتذكر أن سر النجاح هو الاختيار الجيد! ومضة قلم: فتش عن كل ما يخيفك واقتحمه؛ ستجد أن الخوف قد تلاشى.