شهدت العاصمة اليمنية صنعاء منذ صباح أمس الأربعاء احتجاجات غاضبة في معظم شوارعها من قبل محتجين مطالبين بتوفير الخدمات الأساسيَّة. وقام المحتجون بقطع العديد من الشوارع الرئيسة في العاصمة صنعاء منها شارع الستين وشارع حدة. وسمع دوي إطلاق نار في أماكن متفرِّقة من أمانة العاصمة لتفريق المحتجين الذين قاموا باحراق إطارات السيَّارات في الشوارع لقطعها. وشهدت العاصمة صنعاء ندرة في المشتقات النفطية خلال الأيام الماضية، ما أدَّى إلى توقف أغلب محطات المشتقات النفطية التابعة للقطاع الخاص. كما تشهد العاصمة صنعاء بشكل خاص وكافة المنطقة اليمنية بشكل عام انقطاعًا للتيار الكهربائي منذ صباح أول أمس الثلاثاء بشكل شبه كامل، وهو الأمر الذي زاد الموقف تعقيدًا صباح أمس. وقال أحد المحتجين إنه لم يخرج في الاحتجاج ولم يشارك في قطع الشوارع إلا بعد أن شعر باليأس من الانتظار أمام المحطة التابعة لشركة النفط اليمنية في شارع الستين للحصول على وقود لسيارته الأجرة. بينما يقول محتجون آخرون أن الذي أخرجهم إلى الشارع ليس فقط هو انعدام المشتقات النفطية وإنما أيْضًا انعدام شبه كامل لبقية الخدمات كالغاز المنزلي والماء والكهرباء. من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع اليمنية إحباط هجومين بسيارتين مفخختين على محطة كهرباء مدينة عتق ومنشآت حيويَّة بمحافظة لحج (جنوب شرق اليمن). ونقلت وزارة الدفاع عن مصدر عسكري رفيع أن السيارة الأولى كان عليها (6) صواريخ وثلاث قذائف هاون و«شوالة» مليئة بالديناميت مرتبطة بدائرة كهربائية، فيما كانت السيارة الثانية تحمل خمس قذائف دبابات وقوالب ديناميت وثلاث قذائف هاون وصاروخ وجميعها موصولة بدائرة كهربائية .. مشيرة إلى أن فريق هندسي نجح بتفكيك السيارتين وإبطال مفعول المتفجرات قبل انفجارها.. وتحدَّث موقع سبتمبرنت التابع لوزارة الدفاع عن أن جنودًا من الجيش دمروا سيارة ثالثة بمن عليها من العناصر الإرهابيَّة في منطقة النقبة بعد الاشتباك معهم ولقي كل من كان في السيارة مصرعهم. وفي السياق نفسه شن الطيران اليمني غارة أمس الأربعاء ضد مسلحين قبليين نفذوا هجمات تخريبية أسفرت عن انقطاع الكهرباء في سائر أنحاء اليمن، مما أسفر عن قتلى وجرحى بحسب مصادر قبلية. وقالت المصادر: إن الغارة استهدفت «تجمعًا لمجاميع قبلية» بالقرب من مأرب في وسط البلاد، من دون تحديد حصيلة دقيقة للضحايا. وبحسب مسؤولين يمنيين، فإن المجاميع القبلية هذه لم تقم فقط بالاعتداء عدَّة مرات على شبكة الكهرباء بل هي تقطع منذ يومين الطريق بين مأربوصنعاء ما يعرقل كل محاولات تصليح الشبكة. وذكر مصدر قبلي أن المسلحين يحتجون على محافظ مأرب الذي يقولون: إنه يحتجز أموالاً من الدولة مخصصة لهم. وكانت وزارة الكهرباء اليمنية أعلنت الثلاثاء انقطاع التيار بشكل تام على كامل الأراضي اليمنية بعد هجوم على خطوط لنقل الطاقة. وذكرت الوزارة أن «المنظومة الوطنيَّة للطاقة الكهربائية خرجت بكاملها عن الخدمة بما فيها محطة مأرب الغازية (في وسط البلاد) بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين مأربوصنعاء لاعتداء تخريبي صباح أمس في منطقة جهم بمحافظة مأرب». وغالبًا ما تتعرض المنشآت الكهربائية والنفطية في مأرب لعمليات تخريب تنسب بغالبيتها للقبائل. وانقطاع الكهرباء تسبب بتوترات كبيرة في اليمن، خصوصًا في صنعاء وعدن كبرى مدن الجنوب، حيث قام محتجون بعضهم مسلحون بقطع الطرقات.