شهدت العاصمة اليمنية صنعاء صباح أمس احتجاجات غاضبة في معظم شوارعها من قبل محتجين مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية. وقام المحتجون بقطع عديد من الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء منها شارع الستين وشارع حدة. وسمع دوي إطلاق نار في أماكن متفرقة من أمانة العاصمة لتفريق المحتجين الذين قاموا بإحراق إطارات السيارات في الشوارع لقطعها. وشهدت العاصمة صنعاء ندرة في المشتقات النفطية خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى توقف أغلب محطات المشتقات النفطية التابعة للقطاع الخاص.كما تشهد العاصمة صنعاء بشكل خاص وكافة المنطقة اليمنية بشكل عام انقطاعا للتيار الكهربائي منذ صباح أمس الثلاثاء بشكل شبه كامل، وهو الأمر الذي زاد الموقف تعقيداً صباح اليوم. وقال أحد المحتجين إنه لم يخرج في الاحتجاج ولم يشارك في قطع الشوارع إلا بعد أن شعر باليأس من الانتظار أمام المحطة التابعة لشركة النفط اليمنية في شارع الستين للحصول على وقود لسيارته الأجرة. بينما يقول محتجون آخرون إن الذي أخرجهم إلى الشارع ليس فقط هو انعدام المشتقات النفطية وإنما أيضا انعدام شبه كامل لبقية الخدمات كالغاز المنزلي والماء والكهرباء. وقال مدير الإعلام في سير أمانة العاصمة عبدالله النويره: «الأمور خرجت عن سيطرتنا، ولم نعد قادرين على احتواء الموقف في الوقت الحالي وحاولنا قدر الإمكان السيطرة على بقية الشوارع التي لم يقطعها المحتجون». وأعلنت شركة النفط اليمنية صباح أمس أنها قامت بتزويد السوق المحلية بكميات كبيرة من المشتقات النفطية وذلك لتجاوز الأزمة الخانقة التي تشهدها محطات الوقود. وكانت خطوط نقل الطاقة الكهربائية تعرضت مساء الإثنين إلى اعتداء أخرج محطة مأرب الغازية عن الخدمة بشكل كامل. وقال المسؤول الإعلامي لوزارة الكهرباء طه الزبير إن قوات الجيش بدأت الحملة العسكرية بعد فشل المفاوضات مع قبائل آل شبوان للسماح للفرق الهندسية بإصلاح التيار الكهربائي.ولم يتم إصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية حتى اللحظة، بينما تبدو حالة الغضب في تصاعد كما يقول مراقبون. وشن الطيران اليمني غارة أمس ضد مسلحين قبليين نفذوا هجمات تخريبية أسفرت عن انقطاع الكهرباء في سائر أنحاء اليمن، ما أسفر عن قتلى وجرحى بحسب مصادر قبلية. وقالت المصادر إن الغارة استهدفت «تجمعا لمجاميع قبلية» بالقرب من مأرب في وسط البلاد، دون تحديد حصيلة دقيقة للضحايا. وبحسب مسؤولين يمنيين، فإن المجاميع القبلية هذه لم تقم فقط بالاعتداء عدة مرات على شبكة الكهرباء بل هي تقطع منذ يومين الطريق بين مأربوصنعاء ما يعرقل كل محاولات تصليح الشبكة. وذكر مصدر قبلي أن المسلحين يحتجون على محافظ مآرب الذي يقولون إنه يحتجز أموالا من الدولة مخصصة لهم. وكانت وزارة الكهرباء اليمنية أعلنت الثلاثاء انقطاع التيار بشكل تام على كامل الأراضي اليمنية بعد هجوم على خطوط لنقل الطاقة. وذكرت الوزارة أن «المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية خرجت بكاملها عن الخدمة بما فيها محطة مأرب الغازية «في وسط البلاد» بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين «مأرب»و«صنعاء» لاعتداء تخريبي صباح اليوم في منطقة جهم بمحافظة مأرب».