شن الطيران اليمني غارة اليوم الأربعاء ضد مسلحين قبليين نفذوا هجمات تخريبية، أسفرت عن إنقطاع الكهرباء في سائر أنحاء اليمن، ما أسفر عن قتلى وجرحى بحسب مصادر قبلية، فيما تصاعد التوتر في صنعاء في ظل تزامن أزمة الكهرباء مع أزمة وقود حادة. وفي هذه الأثناء، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعديلاً وزارياً شمل خمسة حقائب منها الكهرباء والنفط، على خلفية تصاعد النقمة الشعبية ضد الحكومة، إلا أنه أبقى على التوازن السياسي القائم. وقالت المصادر القبلية أن الغارة إستهدفت "تجمعاً لمجاميع قبلية" بالقرب من مأرب في وسط البلاد، بدون تحديد حصيلة دقيقة للضحايا. وبحسب مسؤولين يمنيين، فإن المجاميع القبلية هذه لم تقم فقط بالإعتداء عدة مرات على شبكة الكهرباء بل هي تقطع منذ يومين الطريق بين مأربوصنعاء ما يعرقل كل محاولات تصليح الشبكة. وذكر مصدر قبلي، أن المسلحين يحتجون على محافظ مأرب الذي يقولون أنه يحتجز أموالاً من الدولة مخصصة لهم. وكانت وزارة الكهرباء اليمنية أعلنت الثلثاء، إنقطاع التيار بشكل تام على كامل الأراضي اليمنية بعد هجوم على خطوط لنقل الطاقة. وذكرت الوزارة أن "المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية خرجت بكاملها عن الخدمة بما فيها محطة مأرب الغازية (في وسط البلاد) بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين مأربوصنعاء لإعتداء تخريبي صباح اليوم، في منطقة جهم في محافظة مأرب". وغالباً ما تتعرض المنشآت الكهربائية والنفطية في مأرب لعمليات تخريب تنسب بغالبيتها للقبائل. وانقطاع الكهرباء تسبب بتوترات كبيرة في اليمن، خصوصاً في صنعاء وعدن كبرى مدن الجنوب، حيث قام محتجون بعضهم مسلحون بقطع الطرقات. ويواجه اليمنيون خصوصاً في الجنوب والغرب، درجات حرارة مرتفعة جداً في هذا الوقت من السنة. وتتزامن أزمة الكهرباء مع أزمة محروقات حادة. وتصطف السيارات في طوابير طويلة منذ أربعة أيام في صنعاء أمام محطات الوقود، إلا أن المحروقات غير متوفرة. وأطلق بعض المحتجين النار في الهواء فيما كانت آلاف السيارات مصطفة على جوانب الطرقات بسبب إنقطاع المحروقات. وتعطلت حركة السير في العاصمة اليمنية بسبب قطع الشوارع الرئيسية وحرق الإطارات في الطرقات إحتجاجاً على إنقطاع المحروقات والكهرباء. وقطع المحتجون شارع الستين، أمام منزل الرئيس عبده ربه منصور هادي، وطالبوا بإقالة الحكومة ملوحين بالمطالبة برحيل الرئيس نفسه إذا لم تحل الأزمة. وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين في شوارع صنعاء لكن الإحتجاجات مستمرة في غالبية أنحاء العاصمة. وشن المحتجون هجوماً لاذعاً على حكومة الوفاق. وبدا المشهد موحداً في جميع أنحاء اليمن: محطات وقود مغلقة، أو أمامها طوابير طويلة لسيارات تنتظر وصول ناقلات النفط تأتي. وطالب المحتجون، ومن بينهم عدد كبير من "شباب الثورة" الذي قادوا الإحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011، بإصدار قرارات عاجلة من قبل رئيس الجمهورية لتهدئة الشارع. ومن جانبه، أكد وكيل وزارة النفط شوقي المخلافي أن أزمة المشتقات النفطية "أزمة مركبة بين المخربين وبين الحكومة وبين قطاع الطرق" وأضاف المخلافي أن وزارة الكهرباء لا تدفع المستحقات لوزارة النفط فيما "اليمن خسر جراء تفجير أنبوب النفط من قبل الجماعات المسلحة في مأرب حوالي ثلاثمائة مليون دولار، وهناك مئتي قاطرة غاز وثمانين قاطرة بنزين محتجزة من قبل عناصر مسلحة في طريق مأربصنعاء". واعتبر أنه "لا بد أن يتحمل الرئيس هادي ورئيس الحكومة مسؤوليتهما تجاه هذا الشعب ولا بد من كشف من يقف وراء هذه الأزمة". وتسري شائعات في اليمن، وهو من أفقر دول العالم، عن توجه لرفع سعر البنزين من 12 دولار الى 17 دولاراً لكل عشرين ليتر. وقد تسبب إنقطاع المشتقات النفطية بتوقف حركة النقل العام حيث يقوم طلاب الثانوية العامة في المدارس بالذهاب مشياً على الأقدام إلى مراكز الإمتحانات. وبالنسبة لهؤلاء التلامذة، فإن أزمتهم مضاعفة: من جهة لا يستطيعون المذاكرة بسبب الحر وإنقطاع الكهرباء، ومن جهة أخرى، لا يستطيعون الوصول الى المدارس ومراكز الإمتحانات.