شن الطيران اليمني غارة أمس ضد مسلحين قبليين نفذوا هجمات تخريبية أسفرت عن انقطاع الكهرباء في سائر أنحاء اليمن، ما أسفر عن قتلى وجرحى، وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء منذ صباح أمس احتجاجات غاضبة للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية. وقالت مصادر قبلية: إن الغارة استهدفت «تجمعًا لمجاميع قبلية» بالقرب من مأرب وسط البلاد، من دون تحديد حصيلة دقيقة للضحايا. وبحسب مسؤولين يمنيين فإن المجاميع القبلية هذه لم تقم فقط بالاعتداء عدة مرات على شبكة الكهرباء، بل هي تقطع منذ يومين الطريق بين مأربوصنعاء ما يعرقل كل محاولات تصليح الشبكة. وذكر مصدر قبلي أن المسلحين يحتجون على محافظ مأرب الذي يقولون: إنه يحتجز أموالًا من الدولة مخصصة لهم. وكانت وزارة الكهرباء اليمنية أعلنت الثلاثاء انقطاع التيار بشكل تام على كامل الأراضي اليمنية بعد هجوم على خطوط لنقل الطاقة. وذكرت الوزارة أن «المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية خرجت بكاملها عن الخدمة بما فيها محطة مأرب الغازية بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين مأربوصنعاء لاعتداء تخريبي صباح أمس في منطقة جهم بمحافظة مأرب». وغالبًا ما تتعرض المنشآت الكهربائية والنفطية في مأرب لعمليات تخريب تنسب بغالبيتها للقبائل. وتصطف السيارات في طوابير طويلة منذ أربعة أيام في صنعاء أمام محطات الوقود إلا أن المحروقات غير متوفرة. وأطلق بعض المحتجين النار في الهواء فيما كانت آلاف السيارات مصطفة على جوانب الطرقات بسبب انقطاع المحروقات. وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس احتجاجات غاضبة في معظم شوارعها من قبل محتجين مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية. وقام المحتجون بقطع العديد من الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء منها شارع الستين وشارع حدة. وسمع دوي إطلاق نار في أماكن متفرقة من أمانة العاصمة لتفريق المحتجين الذين قاموا بإحراق إطارات السيارات في الشوارع لقطعها. وشهدت العاصمة صنعاء ندرة في المشتقات النفطية خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى توقف أغلب محطات المشتقات النفطية التابعة للقطاع الخاص. كما تشهد العاصمة صنعاء بشكل خاص واليمن بشكل عام انقطاعًا للتيار الكهربائي منذ صباح الثلاثاء بشكل شبه كامل، وهو الأمر الذي زاد الموقف تعقيدًا صباح أمس. وقال أحد المحتجين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إنه لم يخرج في الاحتجاج، ولم يشارك في قطع الشوارع إلا بعد أن شعر باليأس من الانتظار أمام المحطة التابعة لشركة النفط اليمنية في شارع الستين للحصول على وقود لسيارته الأجرة. بينما يقول محتجون آخرون: إن الذي أخرجهم إلى الشارع ليس فقط هو انعدام المشتقات النفطية، وإنما أيضًا انعدام شبه كامل لبقية الخدمات كالغاز المنزلي والماء والكهرباء. وقال مدير الإعلام في سير أمانة العاصمة عبدالله النويره ل(د.ب.أ): «الأمور خرجت عن سيطرتنا، ولم نعد قادرين على احتواء الموقف في الوقت الحالي، وحاولنا قدر الإمكان السيطرة على بقية الشوارع التي لم يقطعها المحتجون». وأعلنت شركة النفط اليمنية صباح أمس الأربعاء أنها قامت بتزويد السوق المحلية بكميات كبيرة من المشتقات النفطية؛ وذلك لتجاوز الأزمة الخانقة التي تشهدها محطات الوقود.