تلالُ الأخبار غير السارّة بالمرة التي ما انفكتْ تنهال دون توقّف من أجهزة الإعلام العربية التي معها طارَ كلُّ لون الفرح، وخبت الابتسامات مِنْ على الشفاه ؛ ذلك أنَّ الواقع التعيس لوطننا العربي لمْ يعد إلا ينتج أخباراً أكثر تعاسة وبؤساً تعبِّرُ عن واقع حاله بل وتزيد من تكريسه وتجذيره.. وسط ذلك كلِّهِ يأتي الخبرُ السار الذي حملته وكالات الأنباء عصر يوم الجمعة 25-6-1435ه الموافق 25-4-2014ه عن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص لسموه، وزيرَ دولة، وعضواً في مجلس الوزراء. وهو قرارٌ يأتي ليرسمَ على شفاهِنا ابتسامةَ فرح أزالتْ من النفوس بعض أحزانها ومسحت بعض جراحها الغائرة.. ذلك أنَّ لصاحب السموِّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- العزيز في القلب والروح حبَّاً كبيراً.. وله المكانة العظيمة والتقدير الكبير.. وهو فوق ذلك رمزٌ شامخ يُعتزُّ به ويعكس نجاحه دون شك نجاح الوطن الذي أحبَّه الأميرُ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وأعطاه وما زال منْ نبضه وعشْقِهِ الكثير والكثير. فالأميرُ الشاب وصاحب الطموح المتدفق إرادة وعزيمة استطاع بفضل عطائه الوافر أنْ يحمل نبضات الوطن زنبقة جميلة تضوع أريجاً وعطراً خارج حدود الزمان والمكان. وكان «الوطن الفعل» معه هو الأروع والأزهى والأكثر قبولاً لدى منْ غابت عن عقولهم ملامحَ خارطةِ الوطن والإنسان.. وإذا كانَ هناك مِنْ توصيفٍ يمكن أن يُطلق على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- فهو أنّه خريج مدرسة سلمان بن عبدالعزيز، الرجل الخبير المجرب ذي الحضور الواسع والعميق في كلِّ مفاصل المجتمع المحلي، حضورٌ قائمٌ على المعرفة والمثابرة والالتزام وسعة الاطلاع والاحتكاك وتعدّد المهام والاهتمامات والطموح والتوثّب للرقي. هذه الصفات كلها يشهدُ له بها نشاطُهُ المستمر الدؤوب في مجالات الإدارة والقانون والسياسة والثقافة والإعلام والعلاقات الاجتماعية المتينة مع كل الناس وأعمال الخير. ولهذا يأتي اختياره من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله وألبسه لباس الصحة والعافية- اختياراً موفقاً وحكيماً لنيل هذا التكليف الهام. وبهذا التكليف الذي يستحقه أميرنا المفضال عن جدارةٍ واقتدار يبرهن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على قدرته في تجاوز كلِّ الحدود وامتلاك خاصية النفاذ للوصول إلى تحقيقِ رؤية خادم الحرمين الشريفين وتطلعاته، والشباب السعودي، إلى أوسع الآفاق الرحبة والإسهام في خدمة الدين والمليك والوطن والمواطنين.. وإنَّ من شأن ذلك كله أنْ يحقق لوطننا الرؤوم في جميع المجالات المكانة العالية التي تتعزَّزُ مع كل نجاح جديد ومع كل عطاءٍ متجددٍ ينقل إلى الآخرين في قاراتِ الأرض أجمع صورةَ وملامحَ السعودية المبدعة.. السعودية الخصيبة. ومن أعماق قلوبنا ننقل إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص له، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء، خالص التهنئة والتبريكات بهذا التكليف الذي هو وسامُ شرفٍ عظيمٍ يهديه الوطن إلى الأمير الشاب الطموح (محمد). نسأل الله لهُ الإعانة والتوفيق، ونسأل لحكومتنا الرائدةِ الرشيدة الحصيفةِ، التقدَّمَ والحفظ والتمكين والازدهار وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين.