تعتبر حملة «السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، جزءا من الحراك النشط في مجالات قياس الأداء الاستراتيجي، وتطبيق مؤشرات النتائج في مستقبل الأيام القادمة، والتعرف على آفاقها، بعد تتبع خطوات المنهج العلمي، واختيار الطريقة، والمعايير اللازمة؛ لقراءة الأبحاث، وجمع البيانات، والمعلومات؛ من أجل التعرف على الأسباب الكامنة وراء ظاهرة ما، أو موقف ما، أو مشكلة ما. ولا تكتمل أركان النجاح في عملية توفير المعرفة العلمية للحملة، دون التعرف على الظاهرة المراد دراستها، كونها تشكل متغيرا ثابتا، والتعرف بعد ذلك على الظروف التي أدت إلى حدوث الظاهرة، ومن ثم التعرف على العلاقة بين ما سبق؛ لعرضها بشكل متكامل. قبل أيام، شهد موقع السكينة الالكتروني حركة نشطة؛ لإجراء دراسة مسحية إحصائية، حول قياس أثر الأمر الملكي على واقع شبكات التواصل الاجتماعي - تويتر والفيسبوك -. والهدف من الدراسة: المُساهمة الفكرية، والتوعية في تعزيز الجوانب الإيجابية، وإصلاح السلبيات لدى مجتمع شبكات التواصل الاجتماعي. كان لحملة السكينة هدف في قياس تفاعل شبكات التواصل الاجتماعي مع الأمر الملكي، وهو أن تُحقق تلك الدراسة مصالح عليا، ودرء مفاسد كبرى على الفرد، والمجتمع، والدولة؛ فمن المهم قياس تفاعل الشريحة المستهدفة مع الأمر الملكي؛ لتستكمل مهمتها في التوعية، والتوجيه. اعتمدت المحاور الفكرية للدراسة على ثلاثة محاور أساسية، تشكل مضمون الأمر الملكي، وهي: وحدة الصف، واجتماع الكلمة، ونبذ دواعي الفرقة، ودرء الفتنة. والمشاركة في أعمال قتالية بغير إذن ولي الأمر، والتحريض على ذلك. والانتماء للأحزاب، والجماعات المتطرفة، وتبني أفكارها، وتقديم الدعم المعنوي، والمادي لها. وقد استهدفت حملة السكينة «15» هاشتاقا، نشطت في مضامين المحاور، و»35» حسابات شخصية لها تأثير اجتماعي، أو فكري، أو دعوي، و»35» حسابات شخصية لها تأثير اجتماعي، أو فكري، أو إعلامي، و»35» حسابا تحمل مخالفات واضحة، وتدخل ضمن تحذير الأمر، و»35» صفحة فيسبوك نشطة في التعاطي مع القضايا الدعوية، والمجتمعية، والفكرية السعودية. أما نتائج الدراسة في الأيام الخمسة الأولى، فقد غلبت الرؤية السلبية، والتوقعات السلبية، والتساؤلات السلبية، فشكّلت «60%» من الطرح. ثم بدأت تتصاعد الرؤية الإيجابية، والطرح الإيجابي، الذي يُعزز مضامين، ومحاور الأمر الملكي. وفي آخر خمسة أيام، بلغت الرؤية الإيجابية «80%»، والرؤية السلبية لم تتعدّ «20%». كما أن «80%» من المواد الإيجابية المنتشرة، والصور، والمقاطع، والمقالات، هي من مصادر لها مواقف، وتاريخ في تعزيز الوسطية، والانتماء الشرعي، والوطني، يغلب عليها التكرار والإنشاء والعشوائية. أما «95%» من المواد السلبية، كالصور، والمقاطع، والمقالات، فهي من مصادر لها مواقف سابقة متطرفة، أو مواقف محايدة في الحرب على الإرهاب، ودرء الفتن. - كذلك - فإن المقالات، والتحقيقات الإعلامية في الصحف، والقنوات، فقد شكّلت نسبة ضئيلة من المواد المتناقلة، - سواء - الإيجابية، أو السلبية «35%»، وباقي المواد «65%»، عبارة عن مقاطع يوتيوب، ومقالات مواقع إنترنت، وتعليقات عبر الشبكة. وقد ساهمت « 85 %» من الشخصيات التويترية المشهورة دعوية، أو ثقافية، أو إعلامية في عملية التوعية الإيجابية؛ لكن التأثير الأكبر لم يكن منهم، بل من حسابات، ومجموعات غير مشهورة، فالحسابات المجتمعية الفردية العادية ساهمت بما نسبته «96%» من عملية التوعية الإيجابية، والحسابات المشهورة - فقط - «4%»، وذلك من العينة المختارة؛ مما يعني أن المجتمع، والأسر العادية، تبنت محاور، وأفكار الأمر الملكي، وأن النخب اختارت التفاعل المتدرج، والبطيء.