ثمة أوجه شبه بين دوري العام الماضي ودوري هذا العام الذي حققه النصر. فالعام الماضي كان يسمى دوري (زين)، وهذا العام دوري (جميل)، والزين وجميل يحملان المعنى نفسه. والعام الماضي كان التنافس على أشده بين الفتح البطل والوصيف الهلال، وهذا العام تكرر السيناريو ذاته، وانحصر التنافس بين النصر والهلال، وفاز النصر باللقب. ولكن موسم (زين) كان التنافس فيه زيناً وراقياً وجميلاً، وكانت الأمور فيه خارج الملعب هادئة جداً ومثالية، لا تصاريح مستفزة من الطرفين، ولا تحديات صارخة ومؤذية للمنافس، ولا تقليل أو تعالي على الطرف الآخر، فالاتزان والتعاطي الاحترافي مع المنافس واحترامه هي لغة الطرفين من إدارة وأجهزة فنية وحتى جماهير.. وداخل الملعب كان هناك التحدي والقوة والعنفوان والقتال من أجل الفوز.. وحُسم الأمر في النهاية، وخطف الفتح اللقب، وتوجه باللغة الراقية ذاتها والتعامل الحسن مع المناسبة والمنافس وكل من يعنيه المشهد الرياضي.. بدءاً بسجود اللاعبين على أرض ملعب التتويج، وانتهاءً باحترام المنافس الذي كان أول المباركين له بطولته.. وانتهى الموسم على هذا المشهد الجميل دون ضجيج، ودون صخب، ودون إساءات. وفي موسم (جميل) لم يكن التنافس جميلاً أبداً؛ فهذا الموسم بدأ بداية هادئة، وكان اللعب محصوراً داخل المعلب على غرار الموسم الذي سبقه، وكانت الأجهزة الإدارية والتدريبية واللاعبين يبذلون كل جهودهم للحصول على النقاط والركض نحو تحقيق اللقب.. لكن ما إن تصدر النصر الدوري على حساب الهلال إلا وتحول الدوري إلى ساحة من المعارك الشرسة والتصاريح والمناوشات بين الطرفين، وبدأت الكرة تخرج من داخل الملعب إلى خارجه، ونجح النصراويون في جر غريمهم التقليدي لأول مرة خارج المستطيل الأخضر، وخلخلة توازنه وسمته.. وكانت الشرارة الأولى التي أحدثت الانفجار هي الأخطاء التحكيمية الفاضحة التي دفعت بالنصر للصدارة، وأضرت كثيراً بوصيفه الهلال.. وتطور الحال، وارتفعت درجة حرارة التنافس واللغط والمناوشات حد الغليان قرابة نهاية الموسم، وبدأ الطرفان بكل من ينتمي لهما من إدارة وأجهزة تدريب ولاعبين وجماهير برمي كرات اللهب على بعضهما!! وفي النهاية قُضي الأمر، وحسم النصر اللقب، واحتفل به على أرض ملعب الحسم، ولكن بعيداً عن الروح الرياضية هذه المرة، وبطريقة أساءت لروح المنافسة ولمشاعر المنافس وكل من ينتمي له!! والسؤال هنا: تُرى، لماذا تغيرت الأحداث، واختلف التعامل، وتباينت ردود الأفعال بين البطولتين، مع أن الوصيف واحد؟؟ (مفارقات وغرائب جميل) المنطقة الشرقية تدشن مطاراً في جميل تستقبل فيه فريقين من ركاء، وترحل مثلهما إليه.. الفتح بطل للموسم الماضي، وفارٌّ من الهبوط هذا الموسم.. الشباب والاتحاد يضربان بالقاضية خارجياً، ويستقبلان ضربات أوجع داخلياً، ومن فرق صغيرة.. النصراويون يقرون بأخطاء الحكام، ويهددون بلجنة الانضباط لمن قال بضرره منها، وبطولاتهم تزيد كل شهر في ظل سبات اتحاد الكرة ولجنة إحصائه، ويستكثرون ستة الهلال على النهضة، وهو مكتمل، ومرماهم تلقى أربعة أهداف من الفريق نفسه وبنقص لاعب.. اتحاد كرة القدم والمتحدث الرسمي للرابطة يرفضون ويؤكدون بشدة عدم نقل مباراة التتويج في الصباح، ويصرحون بنقلها في الليل.. الهلاليون يلعبون خارج الملعب أكثر من داخله لأول مرة في تاريخهم.. فارس الدهناء يهبط لركاء بعد أن شاب رأسه في الممتاز.. الجمعية العمومية تغيب طوال الموسم وتخرج في آخره بتوجيه إنذار لرئيس الاتحاد غير واضح المعالم!! العنوان الرئيس لموسم جميل «فارس الدهناء يهبط لركاء»