كما هي الحال في العديد من المجالات حيث تكثر التوقعات للمستقبل، فلخبراء التسويق حول العالم رأيهم بما يخص بعض التوقعات في المجال التسويقي للعام 2014م، حيث العديد من الشركات والوكالات العاملة في مجال التسويق والإعلان هيأت نفسها لاستراتيجيات وخطط تسويق جديدة مع تركيز كبير على الحضور بقوة على منصات التواصل الاجتماعي. والكثير من التوقعات تنصب حول تأثير قنوات التواصل الاجتماعي على التسويق والاعلان، وزيادة نفوذها بشكل متصاعد، حيث يرى (سوراف جين) وهو باحث متخصص في التسويق الدولي، وحائز على جائزة أفضل عرض لأبحاث السوق، أن الشبكات الاجتماعية كانت موجودة منذ الأزل «بالسعي لتوسيع دائرة الناس الذي تعرفهم عبر الاجتماع مع «أصدقاء الأصدقاء» ثم أصدقاء هؤلاء وهكذا، وهو ما يحصل لدى قيام الكثيرين منا اليوم باستخدام تويتر وفيسبوك لترويج مشاريعهم الراهنة أو المستقبلية أو لدى استخدام موقع «لينكد إن» لأجل اتصالات تتعلق بالشراكة بالعمل وما يحصل الآن هو استكمال للسابق مع اختلاف الأدوات. إليزابيث كينت، المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي، تشدد على تعزيز استراتيجيات تسويق العلامات التجارية من خلال تنويع الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة تنظيم استراتيجية تسويق المحتوى، والتركيز على إعلانات الأجهزة المحمولة والإعلانات المحلية، هذا إضافة إلى التوصية المكررة بتقوية التشارك بالمحتويات من الصور والفيديو. وتلفت إلى أن استمرار هيمنة موقعي فيسبوك وتويتر على مشهد الإعلام الاجتماعي لم يمنع ظهور حزمة متنوعة من المواقع الاجتماعية الجديدة التي تسميها شبكات ذات الخدمة الواحدة، التي أدت لنمو كبير في تصفح واستخدام الإنترنت، ما أعطى دفعاً قويا للمنافسة ومن هنا أهمية تنويع حضور العلامات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي والاهتمام أكثر باشراك الزبائن عبر اعتماد تشكيلة منوّعة من المنصات الأكثر الشعبية. كما وترى كينت أن تسويق المحتوى التقليدي (النصي) سوف يبقى مهماً للغاية «فالمؤشرات تدل على أنه سيكون أكبر في 2014 م، والأبحاث تظهر أن المشاريع والأعمال التي لديها مدونات تولّد ردود أفعال بنسبة 67% أكثر من الشركات التي ليس لديها مدونات. وهذا يعني أن مسوّقي العلامات التجارية بحاجة لإعادة تنظيم استراتيجية تسويق المحتوى في العام الجديد والتأكد من التدوين المنتظم والدوري وتزويد جمهور زبائن هذه العلامات بمعلومات مفيدة ومشجعة لتفاعلهم مع هذا المحتوى والتشارك به مع أصدقائهم. وارن كنايت، صاحب الخبرة الطويلة في بيع المنتجات والخدمات، ومحاضر ومدرب دولي بارز ومستشار متخصص في الإعلام الاجتماعي والتسويق على الإنترنت والتجارة الإلكترونية، يرى أن مواقع جديدة، مثل «بي إنترتست» و«جوجل+» سوق تلحق بفيسبوك وتوتير في مجال الإعلانات، ويتوقع أن يشهد 2014 كثيراً ومزيداً من المشاريع الصغيرة التي تقدم على مواقع التواصل خصوماتها وعروضها التي يمكن وصول الزبائن إليها من خلال هواتفهم الذكية والتي يتزايد استخدامها بشكل كبير حول العالم حيث يتوفر الآن 1,4 مليار هاتف ذكي مستخدم في العالم. ومن توقعاته كذلك انتشار قياسات التأثير الاجتماعي، مثل إبداء الإعجاب على موقع «كلوت»، الذي يمنح رقماً لتأثير أصحاب الحسابات على تويتر وفيسبوك، استنادا إلى نشاط هذه الحسابات، مع رواج استخدام مثل هذا التأثير أكثر بهدف تسويق منتجات وعلامات تجارية مقابل مكافآت مالية، تدفع للأكثر تأثيراً، بمن في ذلك المشاهير وحساباتهم. وشخصيا كأحد المهتمين في مجال التسويق اتفق مع كل ما سبق، وأزيد أن الشركات والمؤسسات التي لا تضع استخدام قنوات التواصل الاجتماعي ضمن استراتيجياتها وخططها التسويقية؛ سوف يكون بقاؤها لفترة محدودة بسبب أن الأجيال القادمة تعتمد في حياتها وسلوكها الشرائي على تفاعلها مع قنوات التواصل الاجتماعي وليس كما كان في السابق.