السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قرأت المقال المعنون ب(الأمهات.. وتحمل مسؤوليات الآباء) لكاتبه الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في العدد رقم (15079) الصادر يوم الجمعة 9-3-1435ه. والمطلع في مجتمعات النساء يجد كثيراً منهن يطالبن بالحرية، ويبحثن عن أمور أكثر أماناً في رؤيتهن، غير أن ديننا الحنيف لم يبخس النساء أي حق من حقوقهن وحاشاه ذلك، فكما أن الدين كان أعرف بحقوق الرجل وترك له حرية التعدد بشروط، أعطى المرأة حريتها وحقوقها مستوفاة، وأوجب على الرجل أن يقوم بكل شؤونها ويرعى مصالحها ويحسن سياسة أمرها ويسلمها حقوقها من غير منازع. إن من أول الحقوق النسائية ألا يكلفها الرجل فوق طاقتها، ويلقي بمسؤولياته تجاه البيت والأسرة على عاتقها وينطلق هو بحرية حيث يشاء، مستغلاً عاطفتها وحنانها تجاه فطرة الأمومة، وقد حرص الدين الإسلامي على أمر المسؤولية وحرص الرجل على مسؤوليته تجاه أهل بيته ورعيته فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته..). إن التخلي عن المسؤوليات فعل إن لم يكن من الدين فليس من الرجولة أيضاً، فالرجولة الحقيقة تكمن في مسؤوليات الرجل وقدرته على تحملها والقيام بها، وأن يصلح شؤون المرأة ويقوم بحاجاتها كلها وبه يتحقق معنى القوامة الوارد في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} (34) سورة النساء.. إذ إن القوامة هي القيام بالأمر وحسن سياسته فهي تكليفٌ ورعاية لا تشرفٌ فقط.. والحياة الزوجية تقوم على المشاركة في كل شيء حتى في الألم والحزن والمصائب حتى يكون الزوجان كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهم تداعى الآخر للتخفيف والرعاية، ومهما بذلت المرأة من جهود فلن تغطي مقام الأبوة، بل سيبقى فارغاً في قلوب الأطفال ومسؤولية ثقيلة على عاتق المرأة، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً، وكيف لأحدهم أن يتخلى ويتباطأ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (خياركم خياركم لنسائهم) ف (رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير).