أهاب فضيلة رئيس محكمة الاستئناف عضو المحكمة العليا الدكتور صالح بن عبد الرحمن بن سليمان المحيميد بالزوجين أن يعرف كل منهما حقوقه وواجباته تجاه الآخر، خاصة ما يتعلق بالقوامة، وقال فضيلته: إن قوامة الرجل لا تسقط إذا تولت زوجته الإنفاق على الأسرة؛ لأن القوامة تكليف وواجب عليه لا يسقط عنه بإنفاق زوجته على الأسرة، كما لا يجوز للزوج أن يجبر زوجته على المساهمة في نفقات البيت والأولاد لكن لو فعلت ذلك لكان من التعاون على البر والتقوى لأنه مما يصلح حال الأسرة ويؤدي إلى استقرارها وصلاحها . جاء ذلك في مستهل حديث الدكتور صالح بن عبد الرحمن بن سليمان المحيميد ل»الجزيرة» عن العلاقة بين الزوجين، وحق القوامة والنفقة، وقال: إن الإسلام أعطى القوامة للرجال دون النساء لأن الخالق أعلم بخلقه وأعلم بما يناسب كل منهما، وقد ذكر القرآن الكريم حكمة ذلك بقوله سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} وهي مسؤولية عظيمة تحتاج إلى جهد وقوة ذهنية وجسمية وعمل مستمر وجَلَد وصبر دائم ومعرفة وحكمة، والمرأة هي خير معين للرجل في قيامه بواجبه في القوامة، ويدل على ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم مسؤول عن رعيته)، فالرعاية هي القوامة والمرأة تلي الرجل في هذا لهذا النص النبوي الكريم ولا ينبغي إذكاء روح المنافسة على القوامة بين الرجال والنساء لأن هذا ليس في مصلحة المجتمع. وزاد فضيلة الدكتور صالح المحيميد قائلاً: فالرجل والمرأة كل منهما محتاج للآخر في إسعاد الأسرة ومكمل له، لذا تجد في الأمثال (وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة)، فالمرأة تساعد الرجل وتناصره وتقويه على خير الأسرة والرقي بها، وهذا مشاهد ملموس في الواقع، فالرجل والمرأة عندما يعملان كفريق واحد كل يقوي الآخر ويدفعه للأمام ويعاونه على أداء رسالته تكون النتائج مبهرة وموصلة للهدف، وعندما يتنافس الرجل والمرأة ويخالف أحدهما الآخر تتفكك الأسرة، وتخرج من البيت السعادة، ويحل محلها النزاع والشقاق، والشقاء والأمراض النفسية والعضوية.