قبل أيام مضت وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 13-2-1435ه الموافق 16-12-2013م كانت ليلة وفاء بالفعل أقامها رئيس النادي الأدبي بالرياض وزملاؤه تخليداً لذكرى الراحل الأديب والشاعر الأستاذ راشد بن محمد الحمدان رحمه الله رحمة واسعة، وكنت ضمن حضور هذه الليلة والحضور الجيد لمن عاصروه وأهله جميعاً، وعندما بدأوا في الحديث عنه خنقتني العبرة للعلاقة التي تربطنا به وعايشناه في طفولته وطفولة إخواني عبدالعزيز زميله في الدارسة وفهد. كنا نلتقي يومياً إن لم يكن أحياناً عدة مرات في اليوم الواحد بقرب بيوتنا من بعض، وكان يعيش في كنف جده لأمه إبراهيم الراشد الذي تقع داره مقابل دارنا في سوق ضيق لا يتجاوز عرضه 3 أمتار، ولحقيقة أن أبا محمد متفتح الذهن متقد الحيوية متميز في العطاء بين أقرانه، تلاحظ عليه حضوره القوي في الحي الذي نعيش فيه، خفيف الظل ينتقل بين الأحياء بحيوية ونشاط يوزع ابتسامته ويحسن في أداء قفشاته إن كان على الصغير والكبير، محبوب من الجميع له صوت جهوري يجذبك إليه وفصاحة لسانه تستمع إليه بالرغم من صغر سنه، لقد عاش في بيئة زراعية ونشأة طبيعة أكسبته كثيرا من أمور الدنيا في المجمعة، كما يعرفها كثير من الناس أرضها خصبة ومياهها عذبة عند هطول الأمطار ولكنها في بعض الأحيان تكون شحيحة، ومزارعو مدينة المجمعة وسدير عموماً مشهورون في مجال الزراعة أثمرت عن اقتناء أسماء زراعية وشعبية لمقالاته وأعمدته مثل (خراف) (جذامير).. (سحارى) وفي الزمن الذي نشأ فيه كانت الدراسة حلم كل شاب في مدينة المجمعة ولكن الأهل في ذلك الوقت يمانعون ويعارضون التحاق الطلاب بالمدارس حيث يحتاجونهم في أشغالهم الخاصة التي يزاولونها كالنجارة والزراعة والحدادة والخرازة، لذلك قرر أن ينتقل إلى مدينة الرياض والتحق بمدرسة الدار السعودية للأيتام وحصل منها على الشهادة الابتدائية كان طموحه أن يكمل دراسته فانتقل إلى الحجاز لينضم ضمن مجموعة من طلاب المجمعة ومن ضمنهم الأخ عبدالعزيز وعبدالعزيز السلبود وصالح العتيقي وسليمان الدايل، وعبدالله الجبير، وحمد العلي التويجري عام 1373ه في دار التوحيد بالطائف فلاحظ مدير المدرسة آنذاك الشيخ عبدالملك الطرابلسي ذكاء الطالب راشد فاهتم به وأخذ يسدي له النصائح بإكمال دراسته حيث تخرج منها عام 1378ه. أترك الباقي لمن كتبوا عنه والذين يواصلون الكتابة عنه حيث أحببت أن أذكر سيرته الأولى في مدينة المجمعة التي لم يتطرق لها أحد والأخ الصديق راشد محمد الحمدان رحمه الله لم تقصر عائلته وأبناؤه وبناته وأصدقاؤه من تسطير سيرته العطرة بكثير من الحقائق والوقائع والأحداث التي مر بها في حياته رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.