يقول الأستاذ عباس محمود العقاد رحمه الله: أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني فمن خلال الكتب يعيش الإنسان تجارب تعادل أضعاف التجارب التي يعيشها في حياته، ومن خلالها يسافر في التاريخ ويطوف في الأكوان المتناثرة على صفحاتها، وتلك لذة ومتعة يشارك فيها كثيرون وإن لم يكن الكثير منهم بمدى قدرته واستطاعته. وكما لطه حسين يرحمه الله الذي يقرأ 10 ساعات في اليوم وإن كنا نزعم بأننا نسير في ذات الطريق ولنفس ذلك الاتجاه الا اننا لسنا كما هؤلاء... إلا أنه لا يجب التقليل من قيمة القراءة مهما قل الوقت الذي تستغرقه، بل إن من الواجب تخصيص شيء من الوقت لها لا تحيد عنه ولا تنفصل، ولنحرص على اصطحاب الكتاب في السفر على القطارات والطائرات وكما في رحلاتنا البرية. أو لسنا نرى الأوروبيين والأمريكان ينهجون هذا المنهج طلبا للمتعة والفائدة. إن في القراءة ما يصرفنا عما صرنا نراه ونسمعه ونكره متابعته من برامج وحوارات لم تعد ذات قيمة او جدوى بسبب افتقارها للمصداقية، فجميعها يدور حول مصالح ذاتية وليس من لها من البعد الوطني ما يدعو لمتابعتها، فمن واجب الكبار العمل على جعل الصغار ينحون ذلك المنحى من خلال شدهم للقراءة وتشويقهم لها بدلاً من انشغالهم بما توفره التقنيات الحديثة من برامج اللهو غير المفيد. إننا أمة لا تقرأ قالها كثيرون من غير العرب ولعل موسى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي هو الأشهر بتلك المقولة حينما صارت هزيمة العرب عام 67... حين قال العرب لا يقرؤون وإن كنت لا املك دليلا على ما أضيف إليه على لسانه، وإن قرؤوا لا يفهمون، ومن بين ما يجب فعله في حال صرنا إلى قراءة الصحف والتي تتم في كل وقت أن يصير كتابها المرموقون الى عدم الإطالة فيما يكتبوه من مقالات، ولأن الإطالة منفرة، ولا ننسى أن عميد الأدب العربي طه حسين لو جئنا به كمثال ما كان يزيد مقاله برغم علو شأنه وأهمية ما يكتبه عن الخمسة عشر سطراً، كما للكتاب الأمريكيين المشهورين، فمقال الواحد منهم لا يزيد عن الخمسة أسطر. لابد من الارتقاء بالقراءة وشأنها وعمل كل ما يمكن عمله لصرف الناشئة إليه حتى لا نكون أمة لا تقرأ.