كشف الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي مدير تحرير القسم الثقافي في جريدة الجزيرة جوانب من تفاصيل تجربته في القراءة وتأثيرها في حياته العملية والشخصية ، مؤكداً أن الشباب بحاجة لمن يقرأ لهم المستقبل ويستشرف ملامح الغد. وأوضح الدكتور التركي خلال حديثه بملتقى تجاربهم في القراءة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة والذي عقد مساء أول أمس الأحد ضمن فعاليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب ، أن بداياته مع القراءة كانت نتيجة لفشلة في ممارسة كرة القدم أو الرسم أو الكشافة في سنوات الطفولة والصبا حيث نما عشقه للقراءة في المعهد العلمي ،مشيراً إلى أنه عانى كثيراً في هذه المرحلة من نسيان ما يقرأ قبل أن ينقذه الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي من هذه الورطة عندما قرأ كتابه ” النظرات ” والذي يؤكد فيه أن النسيان حرره من قيود التمثيل والإحتلال ومن ثم أصبح حراً يختزن ما يقرأ ربما دون أن يشعر بذلك. وتطرق الدكتور التركي إلى تأمين الأسرة في إرتباطه بالقراءة وتشجيعه على الكتابة وكذلك أهمية وجود مكتبة في المنزل ، لافتاً إلى أنه كان يقوم بفهرسة المكتبة المنزلية في بيت العائلة والتي قرأ فيها ليوسف السباعي وكبار الكتاب العرب. ويتذكر الدكتور التركي أول كتاب قام بإستعارته من مكتبة المدرسة وهو كتاب “المدينة المسحورة” لسيد قطب مؤكداً على أهمية أن تكون القراءة حرة ومنطلقة دون أي تحفظات مدللاً على ذلك بالحوار المفتوح الذي كان يدور داخل أروقة المعهد العلمي بين المعلمين والطلاب وتشجيع المعلين للطلاب على القراءة والإطلاع ومناقشتهم فيما يقرأون.وحول الكُتاب الذين أثروا فيه ، قال الدكتور التركي: تأثرت بأمين الريحاني وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة لدرجة الحرص على زيارة الأماكن الذين عاشوا فيها ولا يكاد يمر عام دون زيارة للأماكن التي عاش فيها ميخائيل نعيمة . موضحاً أن عقله يميل لكتابات طه حسين بينما يسعد قلبه بأعمال مصطفى صادق الرافعي ، بالإضافة إلى تأثره بالعقاد وقراءته للجاحظ وابن خلدون قبل أن يبدأ مرحلة القراءة الإنتقالية والتي قادته لقراءة دراسات المستقبل ولاسيما أعمال جورج أوريل.وختم الدكتور التركي بالتأكيد على أننا جميعاً بحاجة إلى من يقرأ لنا وللشباب على وجه الخصوص عن المستقبل وملامح الغد بك لمعطياته وتحدياته.